سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكاتب والإعلامي الجزائري كامل داود يتوج بجائزة القارات الخمس الفرنكوفونية لجنة تحكيمها ضمت الروائي النوبلي لو كليزيو وعن روايته ''ميرسو: تحقيق مضاد'':
حازت رواية الكاتب الشاب كامل داود الصادرة بالفرنسية عن دار آكت سود وعنوانها «ميرسو: تحقيق مضاد» بجائزة القارات الخمس. وهي من أرقى الجوائز التي تمنح للأدب الفرونكوفوني في العالم وتضم اللجنة التحكيم التي يرأسها الروائي الفرنسي النوبلي لو كليزيو أسماء من فرنسا والعالم الفرونكوفوني ضمنهم الكندية ليز بيسونيت ، الفرانكو تونسي هوبير حداد ، البوركينابي مونيك إيلبودو ، الفرانكو مصري بولا جاك ، اللبنانية فينوس خوري غاتا ، رينيه دواوبالديا من الأكاديمية الفرنسية وغيرهم ويتسلم داود جائزته في عاصمة السنغال داكار في 28 نوفمبر المقبل. الرواية التي تحمل اسم بطل رواية «الغريب» للكاتب الفرنسي الشهير ألبير كامو، فهي بمثابة تحقيق متخيل حول شخصية «العربي» الذي يقتله ميرسو بطل «الغريب»، ويظل مجهولاً ولا يعرف عنه شيء بينما تستمر الرواية في اتجاه آخر ينتهي بمحاكمة القاتل الذي يمثل شخصية الإنسان العبثي والمتمرد يقود كمال داود نوعاً من التحقيق المضاد باحثاً عن هذا العربي الذي شاءه كامو مجهولاً فيوجد له عائلة وأمّاً وأخاً هو الذي يجري التحقيق ومن خلاله تظهر صورة أخرى للجزائر ما بعد الثورة والاستقلال. ويقترح الكاتب كمال دواود في «ميرسو... تحقيق مضاد« قراءة مغايرة لرواية ألبير كامو الشهيرة «الغريب« التي كرّست بشكل سلبي صورة العربي في الثقافة العالمية ففي رواية كامو يقتل البطلُ ميرسو جزائرياً على الشاطئ ويقدَّم للمحاكمة التي تُصدر في حقه حكماً بالإعدام، من دون أن نعرف شيئاً عن دوافع القتل ولا عن شخصية القتيل الذي يُذكر 25 مرة في الرواية تحت اسم «العربي« وهذا بالتأكيد ما دفع داوود إلى خلق شخصية شقيق «العربي« المغتال، ليدلي برواية أخرى، من زاوية مغايرة وتطرح هذه الرواية الكثير من الأسئلة الحارقة بخصوص الهوية الجزائرية «الفرانكفونية« وتتساءل عن الغياب الفاضح لشخصية الجزائري في أعمال ألبير كامو الذي طالما تغنّى بحب الجزائر. من يقرأ رواية «ميرسو، تحقيق مضاد» يتمتع بها مرتين، الأولى هي تمتعه بجو الرواية نفسها وأحداثها وإشكالاتها الجزائرية الاستعمار، الثورة و الظلامية والثانية في «معارضتها» رواية «الغريب» والبناء الافتراضي انطلاقاً من وقائعها. وقد يتخيل القارئ في لحظات، أنه يقرأ تتمة لرواية «الغريب» يكتبها روائي ليس غريباً البتة عن كامو، بل قد يكون قرينه، مثلما كان هارون قرين ميرسو وبدا داوود كأنه واحد من ورثة كامو الحقيقيين، كامو الجزائري والفرنسي، ولعله من خيرة ورثته وأكثر القريبين منه لغة ورؤية وعبثاً وسخرية... ولو كان لكامو أن يقرأ هذه الرواية لأحبها كثيراً.