توج الكاتب والصحفي الجزائري " كمال داود " أول أمس بجائزة " القارات الخمس " للفرانكوفونية خلال دورتها ال 13 ، عن روايته الأولى "مورسو، تحقيق مضاد " الصادرة عام 2013 ، وهي الرواية التي أحدثت ضجة كبيرة في الشارع الفرنسي الذي تابع باهتمام حيثيات القصة وأعجب بطريقة الطرح التي انتهجها الكاتب في سرد تفاصيل مؤلفه ووصف شخصية بطله المستوحى من رواية " الغريب " ل " ألبير كامو " ، حيث من المنتظر أن يستلم " كمال داود " جائزته خلال القمة الفرانكوفونية التي ستعقد بالعاصمة السنيغالية " دكار" يوم 25 نوفمبر المقبل ،وذلك بحضور أهل الأدب و الفكر وكذا أعضاء لجنة التحكيم التي يرأسها الكاتب " ماري غوستاف لوكليزيو "، لتكون بذلك الجائزة إحدى أهم التتويجات التي تضاف إلى رصيد الروائي الجزائري، الذي فاز أيضا بجائزة " فرانسوا مورياك " الأدبية المنظمة من طرف الأكاديمية الفرنسية و التي سيتسلمها بمدينة " بوردو " يوم 10 أكتوبر المقبل ، مع العلم أن " كمال" مرشح أيضا ضمن جوائز أخرى مثل جائزة " الغونكور " الأدبية ، جائزة " الأدب العربي" و جائزة " رونودو " . وعن فكرة كتابة الرواية فقد أكد " كمال داود " في أكثر من لقاء صحفي أنها تمخضت عن انزعاجه من التهميش الرهيب الذي طال إحدى شخصيات رواية " الغريب " التي كتبها " ألبير كامو " ،و هي شخصية " العربي " شقيق البطل " هارون " ، حيث رأى أن هذا الأخير أهمل تماما من طرف الكاتب وحتى القراء ، إذ لم يعيروه أي انتباه مقارنة مع بطل القصة الذي كانت نهايته الموت ، وما زاد في إصرار " كمال " على كتابة النص هو تجاهل الناس ل " العربي " خلال احتفالية الذكرى المئوية ل " ألبير كامو " ، إذ لم ينل حصته من المعالجة و التحليل، حتى أن سيرته لم تذكر على لسان النقاد والحضور المتواجدين هناك، و هو ما دفع به إلى إعادة كتابة القصة من وجهة نظره الخاصة ، و" جعل " العربي " بطلا لروايته " مورسو، تحقيق مضاد "، والذي وصفه على صفحات الكتاب بالرجل التعيس الذي أمضى حياته كاملة وفيا لأخيه و محبا له ، لدرجة أن خبر وفاته سبب له صدمة نفسية كبيرة لم يستطع تجازوها إلا بعد فترة طويلة ، ليقرر فجأة كشف ملابسات موته و معرفة حقيقة ما جرى .. وفي هذا الصدد اعتمد الكاتب الجزائري على أسلوب بلاغي فصيح ، أماط اللثام من خلاله عن أصالة اللغة الفرنسية ، كما وظف عبر ثنايا نصوصه مشاهدا خيالية زادت في جمالية الفصول وروعة المضمون، فكانت براعته في سرد تفاصيل القصة جلية إلى أبعد الحدود ، وتصويره لشخوص العمل الأدبي واضحة بشكل كبير أسهمت في إبراز إشكالية الهوية التي حاول " كمال داود " تسليط الضوء عليها منذ أول فصل له .