قدم الكاتب الصحفي " كمال داود " أول أمس خلال لقاء أدبي نظمه المعهد الفرنسي بوهران في إطار برنامجه الفكري للثلاثي الأول من السنة الجارية ، روايته الأخيرة "مارسو تحقيق مضاد " المكتوبة باللغة الفرنسية ،والتي صدرت في نوفمبر 2013 عن دار البرزخ بالجزائر ، حيث حاول صاحب رائعة " يا فرعون " إماطة اللثام عن فكرة الكتاب والكشف عن شخوصه لاسيما البطل "مارسو" الذي استوحاه أو استعاره – على حد تعبيره - من قصة " الغريب " ،وهي إحدى أشهر روايات " ألبير كامو " الفلسفيّة ، كاشفا في نفس الوقت أمام جمع غفير من الفنانين والمثقفين و كذا الإعلاميين و المهتمين بعالم القلم الحر و الكلمة الفصيحة ، سبب كتابته للرواية واختياره للكاتب العالمي " كامو " ،رغم الجدل الكبير الذي طالت مؤلفاته و كتاباته حول الثورة الجزائرية المجيدة لاسيما قصة " الغريب" التي اعتبر فيها الإنسان العربي شبه انتقامي و شبه هزلي . وفي هذا الصدد روى " كمال "على مسامع الحضور كيف خطرت بباله فكرة كتابة الرواية حيث قال أنه التقى إعلاميا فرنسيا بأحد الفنادق ، وراح يسأله عن " ألبير كامو " أسئلة كثيرة ، أهمها هل " كامو"جزائريا أم فرنسيا ؟ ، ما كان موقفه من الثورة الجزائرية ؟ وغيرها من التساؤلات التي أثارت في نفسه الرغبة لكتابة شيء ما عن هذا الأديب ، وبعد تفكير طويل قرر أن يخوض غمار الكتابة الروائية ، و عزل نفسه قليلا عن عالم الإعلام الذي أخذ كل وقته حسب تعبيره ، وبالفعل كانت فكرة الانعزال لمدة شهر ونصف صائبة ، ففي ظرف أسبوعين تمكن " كمال داود " من إكمال الرواية بنسبة ثمانين بالمائة ، رغم تعرضه لحالات نفسية متكررة ، مضيفا أنه في منتصف الرواية توقف عن الكتابة بعد أن تبادرت إلى ذهنه عدة تساؤلات أهمها لماذا يكتب عن كامو ؟ ، وهو اتبع أسلوب هذا الأخير أم أسلوبه هو؟ ، وبعد أخذ ورد قرر كمال أن يكتب بأسلوبه الخاص حتى يكون النص لكمال داود وليس لكامو .. من جهة أخرى أبرز ضيف المعهد الفرنسي خلال اللقاء حيثيات روايته الأخيرة ، ودلالاتها الأدبية المباشرة والرمزية، مسلطا الضوء على " هارون " الرجل الذي جعله " كمال" يقتل رجلا ليلة استقلال الجزائر مباشرة بعد منتصف الليل ، فقيل له أنها جريمة قتل كونها وقعت قبل منتصف الليل من يوم 05 جويلية 1962 ، وبالتالي فهي ليست جهادا كما اعتقد هو، للإشارة فقد اغتنم كمال تواجده باللقاء لتوقيع نسخ من كتابه للقراء في فقرة التوقيع بالإهداء ، علما أن الرواية هي سادس عمل للكاتب الذي سبق له أن أصدر " تقديم الزنجي " ،" الوطن الواسع ...والعربي ، "حكاية القزم" ، ورواية " يا فرعون" ، والتي فاز عن معظمها بالعديد من الجوائز العالمية على غرار جائزة " الغونكور" للقصة القصيرة، " ، وجائزة "محمد ديب " ... الخ .