ظل مشروع إنجاز محطة لنقل المسافرين بمدينة بجاية مطلبا تاريخيا وتقليديا لسكان الولاية الذين حرموا من هذا الهيكل منذ الاستقلال إلى اليوم، رغم الحيوية التي يعرفها قطاع النقل من حيث العدد الكبير من الحافلات التي تغطي الشبكات الحضرية وما بين الحضرية، بالإضافة إلى الشبكة المرتبطة بالعاصمة والكثير من ولاياتت الوطن منها البعيدة مثل حاسي مسعود، عنابة، قسنطينة ووهران• وحسب مسؤول بالمديرية الولائية للنقل فإن جميع الترتيبات التقنية والمادية إتخذت لاستلام المشروع في آجاله المحددة والتي لا تتعدى 18 شهرا مؤكدا أن جميع المتطلبات جاهزة من حيث القطعة الأرضية المهيأة والمتواجدة بحي الطرق الأربعة والتي تقدر مساحتها بحوالي 6 هكتارات وخصص له غلاف مالي قدره 2 مليار سنتيم، وحسب التصميم الأولى فهي عبارة عن تحفة إن استطاع المقاولون تحويل الشكل الوارد في التصميم إلى أرض الواقع وإنجاز المحطة التي طال انتظارها فإن مشاكل كثيرة سيتم تجاوزها من قبل مديرية النقل وأصحاب الحافلات، وكذلك المسافرين، حيث ستتمكن مديرية النقل من تنفيذ المخطط الولائي للنقل وإعادة الأمور إلى طبيعتها العادية وبالتالي وضع حد نهائي للفوضى العارمة التي تفشت في القطاع، حيث الكل يتصرف على هواه• بالنسبة لأصحاب الحافلات فبتجسيد المشروع يكونون قد حققوا هدفا طال انتظاره حيث كان المطلب الرئيسي والوارد في كل الحركات الاجتماعية للناقلين وسيتخلصون من هاجس المناصرين الغاضبين لخسارة فرقهم حيث كل الحافلات المتواجدة نحو منطقة الصومام تتوقف بملعب الوحدة المغاربية وكثيرا ما يتكبدون خسائر فادحة لما تنهزم إحدى الفرق المحلية ويبلغ الأمر بأصحاب الحافلات إلى ترقب نتيجة كل مقابلة حيث الهزيمة أوشكها يدفع بهم إلى الإنسحاب أو بالأخرى الفرار من ملعب الوحدة المغاربية أما بالنسبة للمسافرين فإن المحطة تعني نهاية كابوس الانتظار في الصيف كما في الشتاء في أرصفة المدينة وفي العراء متحملين ويلات حرارة الصيف واللسعة وأمطار الشتاء الغزيرة، كما ستكون المحطة بمثابة الخلاص النهائي لمأساة أطفال المدارس الذين يتبعثرون في حوافي المدينة قبل بلوغهم مدارسهم، حيث يضطر الكثير منهم إلى استعمال حافلتين للوصول إلى المدرسة وهو ما يكلفهم كثيرا، سواء من حيث التكاليف المالية أو التأخر في الوصول إلى المدرسة وبالتالي حرمان الكثير منهم من الدروس الأولى بسبب الإجراءات التي إتخدتها المؤسسات التربوية بعدم السماح للمتأخرين بدخول القاعة، وبمجرد سماعهم بخبر إنجاز المحطة الأولى من نوعها منذ الاستقلال ببجاية تنفس العمال والطلبة الصعداء آملين في وضع حد لفوضى النقل وتمنوا إنجاز محطات مماثلة ببعض المدن الكبرى بالولاية، مثل القصر، سيدي عيش، أقبو، أوقاس، سوق الأثنين، خراطة وغيرها••