كشف تقرير حكومي مغربي أن حوالي 600 ألف مغربي يدمنون على تعاطي المخدرات بأنواعها يوميا وبشكل مستمر، بينهم نحو 16 ألف شخص يتعاطون المخدرات الصلبة من هيروين وكوكايين، وقال نفس المصدر أن انتشار الفقر المدقع وغياب الإحساس بالأمان من بين الأسباب الرئيسية لتوسع دائرة المستهلكين للمخدرات في المملكة، من دون الإشارة إلى سبب أخر يتمثل في احتفاظ المغرب بصدارة الدول المنتجة للمخدرات في العالم. قالت مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض المعدية في المغرب أن نسبة استهلاك المخدرات في المغرب ارتفعت بشكل مخيف في السنوات الأخيرة، وأن ما يفوق نصف مليون مغربي يتعاطون المخدرات بمختلف أنواعها، وقدم نفس المصدر تفاصيل مهمة عن انتشار المخدرات في المغرب بحيث كشف أن 600 ألف مغربي يدمنون على استهلاك المخدرات يوميا، بينهم 16 ألف مغربي يدمنون على المخدرات القوية أو الصلبة من هيروين وكوكايين، وهو رقم مرتفع وإن كان لا يأخذ يعين الاعتبار إلا الأشخاص الذين يستهلكون هذه المخدرات على الأقل مرة في اليوم، وهو اعتراف أيضا بأن عدد المستهلكين الحقيقيين قد يكون أضعاف مضاعفة مقارنة بالإحصائيات المقدمة ومن بين الأسباب الرئيسية التي تدفع المغاربة إلى الإدمان أشار تقرير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض المعدية في المغرب إلى ثلاثة عوامل هي الفقر المدقع وانعدام الإحساس بالأمان إلى جانب البطالة التي تمس شريحة كبيرة من الشباب. واللافت أن التقرير لم يربط على الأقل بين اتساع شريحة المدمنين على المخدرات وانتشار زراعة المخدرات خاصة الحشيش أو القنب الهندي في ربوع المملكة، فسهولة الحصول على المخدرات وخصوصا الحشيش، أدى إلى ارتفاع عدد المغاربة المدنين على استهلاك الحشيش بشكل يومي، وهو ما يفسر أيضا أن أغلب المدنين على الحشيش ينتمون للمناطق المعروفة بالزراعة التاريخية للكيف. وتشير الأرقام المقدمة أن ظاهرة الإدمان تنتشر بين صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة بنسبة 70 في المائة، كما أن المملكة أصبحت تعرف إدمانا بارزا لأطفال دون ال15 من العمر، ويتركزون في المناطق المتفشي الفقر بها كما بالأحياء الهامشية للمدن. وكانت وزارة الصحة في المغرب قد كشفت سنة 2011 أن أزيد من 14000 متعاطي للمخدرات عبر الحقن وهذه المجموعة البشرية تعتبر أكتر تعرضا من غيرها للإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسب السيدا وفيروس الالتهاب الكبدي »س«، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية سوف تصيب المجتمع المغربي، خاصة في ظل سياسات نظام المخزن التي تعتمد فقط على تلميع صورة الملك عبر بعض الانجازات الشكلية فيما يتم ترك ملايين المغاربة خاصة في الجهة الشرقية من البلاد وفي المناطق النائية كمناطق الريف، يعيشون حياة بدائية لا تتوفر فيها ابسط ضروريات الحياة. للإشارة حصل المغرب في تقرير للمرصد الأوروبي للإدمان والمخدرات، على صفة »الأكثر إنتاجا« للقنب الهندي أو نبتة الحشيش في العالم بحصة الثلثين من مجموع الإنتاج الدولي، أي 65 في المائة، وكشفت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات أن المغرب لا زال يتربع على عرش إنتاج الحشيش على الصعيد العالمي وأكدت الهيئة في تقريرها برسم سنة 2014 أن المغرب هو المصدر الأول للقنب الهندي على الصعيد الدولي متبوعا بأفغانستان، وينتج المغرب 38 ألف طن سنويا، وبلغت نسبة القنب الهندي المحجوزة سنة 2012 حوالي 137 طن مقارنة مع 126 طن خلال لسنة 2011، وأغلبية القنب المحجوز يكون مصدره من المغرب ، وتشكل المساحات المزروعة بالمغرب 52 ألف هكتار وهي الأكبر عالميا، متبوعة بأفغانستان ب 10 آلاف ثم لبنان 3500 هكتار وأوكرانيا ب 539 هكتار . ويشكل المغرب تهديدا مباشرا للجزائر بسبب هذه النسبة الكبيرة من القنب الهندي، خاصة وأن جزء كبير منها يتم تهريبه بعلم سلطات المخزن نحو الجزائر، بعدما تم تشديد إجراءات المراقبة في الموانئ للحد من الحشيش المهرب نحو أوربا، وتقول بعض المصادر أن المغرب يجني نحو 15 مليار دولار من تجارة المخدرات، وهو ما يؤكد مرة أخرى تواطؤ النظام المغربي مع مزارعي ومهربي المخدرات، وقد سبق للبرلمان المغربي أن ناقش مقترحا يتعلق بتقنين زراعة القنب الهندي في المملكة.