يبقى المغرب يحتل صدارة قائمة الدول المصدرة للقنب الهندي على المستوى الدولي لسنة 2013 متفوقا بذلك على أفغانستان وأوكرانيا وأذربيجان بإنتاجه ل38 ألف طن من هذه المادة المخدرة، حسب ما كشف عنه التقرير الأممي الخاص بالمخدرات، وتبقى الجزائر المتضرر الأول من طوفان المخدرات المغربية التي تغرق بلادنا في سمومها، وتضع مستقبل شبابها في خطر حقيقي، ولسنا نبالغ إن وصفنا تدفق الزطلة المغربية وأخواتها على الجزائر ب العدوان الغربي الذي يستوجب الشجب والاستنكار واتخاذ كل الآليات اللازمة لوقفه. ولن نذيع سرا إذا قلنا أن المغرب تبقى المصدر الأول والرئيسي للمخدرات المتداولة في السوق الجزائرية، والتي تشكل تهديدا خطيرا للأمن الروحي للجزائريين ولصحتهم أيضا، والأرقام التي تم الكشف عنها في هذا الإطار تبيّن حجم الكارثة.. حجز 95 طنا من القنب الهندي في ستة أشهر أفاد الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وتعاطيها أن مصالح مكافحة المخدرات تمكنت خلال الأشهر الستة الأولى لسنة 2014 من من حجز أكثر من 95 طنا تم إدخالها من المغرب عن طريق التهريب من طرف 8497 شخصا تم توقيفهم من بينهم 118 رعية أجنبية. كشف بيان الديوان أن كمية المخدرات التي تم حجزها في السداسي الأول من سنة 2014 والمقدرة ب 95592.973 كلغ سجلت ارتفاعا ب25 طن مقارنة بنفس الفترة من سنة 2013 اين تم حجز 70202.043 كلغ أي بنسة 36 بالمائة، وهي نسبة جد مقلقة ومؤشر على ارتفاع معدل الجريمة ومعدل تعاطي المخدرات بالجزائرة، وقد تم تحديد مصدرها بالمغرب التي تعد البوابة الوحيدة لتجار المخدرات بالجزائر. وتشمل هذه الحصيلة ايضا حجز 1191.126 غراما من الكوكايين خلال السداسي الاول من سنة 2014 مقابل 217.788 غراما خلال نفس الفترة من سنة 2013 فضلا عن اكتشاف واتلاف 2060 نبتة من القنب الهندي و7470 نبتة من الأفيون. كما تمكنت مصالح مكافحة المخدرات -حسب البيان- من حجز 667931 قرصا مهلوسا من مختلف الماركات مقابل 583185 قرصا خلال نفس الفترة من سنة 2013 أي بارتفاع بنسبة 14 بالمائة من الكميات المحجوزة، حيث يتم إدخال الأقراص المهلوسة عبر الحدود الجنوبية للبلاد، ويتعلق الأمر باستيراد غير قانوني لمخابر سرية يشرف عليها تجار مخدرات، مشيرا إلى أن هناك أيضا ادوية مصنعة في مخابر أجنبية لكن توجه أحيانا نحو الأسواق غير القانونية. وأكد البيان أن الأقراص المهلوسة توجه بشكل خاص للاستهلاك المحلي عكس القنب الهندي، كما تم توقيف 8497 شخصا من بينهم 118 أجنبيا من قبل مصالح مكافحة المخدرات خلال نفس الفترة بسبب قضايا تتعلق بالاتجار بالمخدرات. وأوضح الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وتعاطيها أن الجزائر تبذل مجهودات كبيرة من حيث الامكانات البشرية والمادية في هذا المجال، بدليل الكمية المحجوزة التي تترجم التنسيق الموجود بين مختلف المصالح المعنية بمكافحة هذه الآفة وكذا تحكمها الجيد واحترافيتها في هذا المجال، كما تمت الإشارة إلى وجود مراقبة شديدة من قبل البلدان المتوسطية عبر إنشاء انظمة بحرية ترمي إلى تنسيق جهودها من أجل الحد من ظاهرة الإتجار بالمخدرات. آه يا بلد أمير المؤمنين ! المغرب التي يدعى ملكها محمد السادس بأمير المؤمنين، تعد أبرز بلد منتج للسموم في العالم، وقد أفاد تقرير مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الخاص بسنة 2014 بأن مساحة الأراضي المزروعة بالقنب الهندي بالمغرب قد بلغت 57 ألف هكتار في الوقت الذي ناهزت فيه 10 آلاف هكتار بأفغانستان . وتأتي هذه الأرقام لتدعم ما حمله التقرير الخاص بسنة 2014 الذي أعده المرصد الأوروبي للإدمان والمخدرات والصادر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها المصادف ل26 جوان من كل عام والذي جاء فيه أن المغرب حافظ على صدارة الدول المصدرة للحشيش إلى الدول الأوروبية. ويشير هذا التقرير الذي شمل 30 دولة بالقارة الأوروبية، إلى أن المملكة المغربية لا تزال إلى جانب أفغانستان أكبر مصدر للقنب في العالم والموجه خاصة لاكتساح أسواق غرب ووسط أوروبا عبر معبري إسبانيا والبرتغال. كما أوضح أيضا في ذات السياق بأن 78 مليون أوروبي تتراوح أعمارهم ما بين 15 و64 سنة تعاطوا القنب الهندي في وقت تقوم فيه السلطات الأوروبية بضبط قرابة 700 طن من القنب يتم تصديرها أساسا من المغرب وأفغانسان. وبالعودة إلى التقرير الأممي في شقه المتعلق باستهلاك المخدرات، كشفت الوثيقة عن استقرار معدلات انتشار تعاطي المخدرات في كافة أنحاء العالم حيث بلغت نسبة المستهلكين 5 بالمائة من سكان المعمورة وهو ما يعادل 243 مليون فرد. من ناحية موازية، بلغ عدد متعاطي المخدرات الإشكاليين حوالي 27 مليون نسمة وهو ما يعادل 6ر0 من السكان البالغين في العالم أو واحد من كل 200 شخص. وأضاف ذات التقرير أن أفغانستان شهدت ارتفاعا في إنتاج الأفيون حيث توجد بها أكبر زراعة للخشخاش بالعالم. وقد بلغت نسبة الزيادة في مساحتها المزروعة 36 بالمائة بانتقالها من 154 ألف هكتار في 2012 إلى 209 هكتار عام 2013 في حين بلغ محصولها 5.500 ألف طن وهو ما يمثل 80 بالمائة من الإنتاج العالمي للأفيون. كما شهد العام المنصرم انتعاشا في الإنتاج العالمي للهيروين الذي قفز إلى مستويات أعلى من تلك التي تمت ملاحظتها عامي 2008 و2011.