يسابق العديد من المواطنين الزمن من أجل إيداع ملف الحصول أو تجديد جواز السفر قبل حلول سنة 2015 التي لا يفصلنا عنها سوى أيام، والتي ستتحول فيها هذه الوثيقة إلى »لوكس« بسبب رفع تسعيرة ضريبة الدمغة من 2000 إلى 6000 دينار، معتبرين الزيادة كبيرة بالنظر إلى تدني دخل الجزائريين والغلاء الذي تعرفه مختلف جوانب الحياة. أحدثت التعليمة الوزارية القاضية برفع تسعيرة ضريبة الدمغة لجواز السفر من 2000 إلى 6000 آلاف دج حالة من الهلع في أوساط المواطنين الذين باتوا يتهافتون بأعداد كبيرة على الدوائر الإدارية الأمر الذي خلق فوضى واكتظاظ كبيرين في مختلف الدوائر الإدارية على المستوى الوطني بسبب التوافد القياسي الذي تشهده من طرف المواطنين لإتمام إجراءات الحصول على جواز السفر قبل دخول السنة الجديدة 2015. فوضى وتزاحم في مصلحة جواز السفر هي أجواء غير مسبوقة يسارع فيها العديد من المواطنين الزمن لإتمام إجراءات إيداع ملف جواز السفر بالدمغة القديمة تجنبا لتضاعف سعرها الذي سيكون مع بداية السنة الجديدة 6000 دج وهو الثمن الذي اعتبره هؤلاء زيادة غير مبررة يتحملها المواطن البسيط الذي يدفع ثمن الغلاء الذي تعرفه مختلف متطلبات الحياة، الأمر الذي خلق طوابير لا نهاية لها من أجل وضع الملفات التي يضطر المعني للاستيقاظ في الثالثة صباحا من أجل الحصول على تذاكر الخاصة بالعملية، وهو الوضع الذي تشهده عدد من الدوائر التابعة للعاصمة كدائرة حسين داي وبئر مراد رايس والشراڤة وسيدي امحمد، التي تشهد حركة غير عادية. الراغب في الحصول على جواز السفر يحب أن يستيقظ مبكرا من أجل الحصول على تذكرة، هذا ما كشف عنه بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم في مقر الدائرة الإدارية لحسين داي والذين كانوا في انتظار دورهم من أجل وضع ملف طلب هذه الوثيقة التي سيتم رفع مدة صلاحيتها بداية من السنة المقبلة إلى 10 سنوات كاملة، والتي بررت السلطات العمومية الزيادة في ضريبة الدمغة الخاصة بها بتقليص الخسائر الناجمة عن التكلفة الباهظة لصناعة جواز سفر بيومتري والتي تتطلب تكاليف معتبرة وتكنولوجيا متطورة تكلف الخزينة العمومية مبالغ ضخمة الأمر الذي جعل من رفع المبلغ إلى 10 آلاف دينار جزائري، لتكون بمثابة المقابل الذي سيدفع المواطنين ثمنه، للحصول على أفضل الخدمات. هذا التبرير لم يقنع العديد من المواطنين الذين تقربنا منهم، وفي هذا الإطار أكدت منال شابة في 24 من العمر، أن والدها اضطر للتواجد في حدود الساعة الرابعة صباحا من أجل الحصول على تذكرة لوضع ملفها الخاص بجواز السفر، مضيفة أنها لم تكن مستعجلة بالحصول على هذه الوثيقة غير أن الزيادة المرتقبة في الضريبة دفعتها إلى ذلك، مشيرة إلى أنها عادت في الصباح من أجل وضع الملف وبالرغم من أنها كانت تظن أن الأمر سيتم بمجرد وصولها إلا أنها انتظرت لمدة طويلة قبل وصول دورها. المواطن البسيط من يدفع ضريبة العصرنة أعداد كثيرة من المواطنين جاؤوا في وقت مبكر إلى مقر الدائرة الإدارية، ومن مختلف الفئات العمرية همهم الوحيد الظفر بدور من أجل وضع ملف الحصول على جواز السفر قبل نهاية السنة، هذا ما لاحظناه خلال تواجدنا بعين المكان شباب كانوا يتوافدون على موظف الاستعلامات للاستفسار عن مكونات ملف جواز السفر وهل الضريبة ما تزال 2000 دج، معربين عن تخوفهم من تلك الزيادة التي ستضاعف من حجم مصاريفهم. وفي هذا الإطار أكد الموظف ل »صوت الأحرار« أن المعني مطالب بالحضور في حدود الخامسة صباحا من أجل الحصول على التذكرة، مضيفا أنه يتم توزيع يوميا حوالي 150 تذكرة من خلال تدوين أسمائهم على اللائحة المخصصة لذلك والتي يبادر أحد المواطنين بكتابتها على أن يعودوا على الساعة الثامنة صباحا مرفقين بالملف، هذا الأمر أثار استغراب أحد المواطنين الذي أكد لنا أن ما قاله غير صحيح حيث يتم توزيع حوالي 40 تذكرة أما الباقي فيذهب ل»معارفهم« تحت الطاولة، مضيفا أنه يرغب منذ مدة في تجديد جواز سفره لكن الاكتظاظ والفوضى الذي تعرفها هذه المصلحة منذ دفعاه إلى تأجيله إلى ما بعد جانفي 2015. قلق وخوف أحدثه جواز السفر في نفوس الكثير من المواطنين، ومن بين هؤلاء سيدة كانت علامات القلق بادية على محياها وهو الأمر الذي دفعنا للتقرب منها من أجل معرفة السبب، حيث قالت أن الوقت ليس في صالحها لأنها ضحت بكل التزاماتها سواء كان عملها أو تمدرس أطفالها في هذا اليوم من أجل وضع ملفات جواز السفر لها ولأبنائها الثلاثة، وهي في انتظار عودة إبنها من الثانوية من أجل معرفة رقم دورها، وإذا ضاعت منها هذه الفرصة فهي مضطرة للتغيب مرة أخرى. وأضافت ذات المتحدثة أن زيادة ضريبة الدمغة إلى 6000 دج هو الذي أرغمها على ذلك، لأن المرتب الذي تحصل عليه هي وزوجها لن يسمح لها بالحصول عليه السنة المقبلة، ليقترح الزوج الذي كان برفقتها على الحكومة التي صادقت على هذه التعليمة تقديم تخفيضات للعائلات المتكونة من عدة أفراد، متسائلا عن هذه الزيادة التي كانت بنسبة 200 بالمائة على حد قوله التي تقع على المواطن البسيط فقط. المسنون لم يسلموا من هذه المعاناة التي تتكرر يوميا، فعمي مسعود الذي كان يكابد واقفا في هذه المصلحة قال أنه حجز موعد إيداع الملف منذ شهرين تقريبا، وذلك من أجل تفادي تلك الزيادة التي يجدها غير منطقية، مشيرا إلى أن حصوله على هذه الوثيقة ليس من أجل التباهي وإنما من أجل أداء العمرة التي تدفع تكاليفها بناته. وأمام هذه الظروف الصعبة أبدى بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم استيائهم من هذا الوضع الصعب، معربين عن رغبتهم في تسهيل الأمور من خلال مثلا منح مواعيد عبر الهاتف، خاصة وأن العديد من المواطنين تنتهي مدة صلاحية جوازات السفر الخاصة بهم في نهاية السنة كما هناك من يرغب في تجديده قبل رفع سعر ضريبة الدمغة إلى 6 آلاف دينار بداية من جانفي المقبل.