أشرف وزير المجاهدين الطيب زيتوني أول أمس بدار الثقافة عمر أوصديق بجيجل على الاحتفالات المخلدة لوفاة المجاهد ورجل الدولة فرحات عباس الذي ولد بتاريخ 24 أوت 1899 بالشحنة التابعة سابقا إلى بلدية الطاهير من أسرة مكونة من 12 فردا، وتوفي يوم 23 ديسمبر 1985 بعد مسار نضالي وسياسي كبير. وقد أسس فرحات عباس الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وكان عضوا بجبهة التحرير الوطني إبان حرب التحرير العظيمة، كما كان أول رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة للجمهورية الجزائرية من 1958 إلى غاية 1961، ليتم انتخابه عند استقلال الجزائر رئيسا للمجلس الوطني التشريعي، ليكون بعدها أول رئيس للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. وقد خلف فرحات عباس ورائه العديد من المؤلفات منها الشباب الجزائري نشر سنة 1931، كتاب ليل الإستعمار، كتاب تشريح حرب نشر سنة 1980 وغيرها من الأعمال، وقد حضر الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لوفاة فرحات عباس والي الولاية علي بدريسي، رئيس المجلس الشعبي الولائي أحسن بوكاف، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، وأعضاء البرلمان بغرفتيه، والسلطات المدنية والعسكرية والأسرة الثورية للولاية إلى جانب أسرة الفقيد. وقد تم بهذه المناسبة قدم وزير المجاهدين ووالي الولاية والأمين العام لمنظمة المجاهدين، كلمة أبرزوا فيها خصال الراحل ودوره إبان حرب التحرير، كما تم بهذه المناسبة عرض شريط فيديو يجسد مسيرة فرحات عباس المجاهد ورجل الدولة، إلى جانب تقديم وصلات غنائية وطنية لجمعية الأمل الثقافية للفنون والتراث الموسيقي التي يرأسها الفنان رابح بسيبس وقرائتين شعرتين الأولى قي الفصيح للشاعر صالح سويعد والثانية في الملحون للشاعر علي بوملطة، إضافة إلى تقديم محاصرات لكل من الدكتور زهير إحدادن، الدكتور معزة عز الدين، الأستاذين بغول يوسف وعمار بلخوجة، كما تم خلال هذا الإحتفالية تكريم الفائزين في مسابقة الرسم والبحث التاريخي المنظمة من طرف مديرية الثقافة لولاية جيجل الموجهة للأطفال بهذه المناسبة وتكريم العديد من الشخصيات التاريخية وعائلة المجاهد ورجل الدولة فرحات عبس، وإقامة معرض للصور للأرشيف الوطني الجزائري ومعرض هاص بإصداراته. وعلى هامش هذا الاحتفال التقت »صوت الأحرار« ببعض الشخصيات التاريخية التي تحدثت عن الراحل، حيث أكد السعيد عبادو أن فرحات عباس يعتبر من الرجال الأوائل والوطنيين الأحرار ومن المثقفين بفضل نضاله وتجاربه وتربيته تعرف على الإستعمار الفرنسي، وعرف كبف يتعامل مع هذا الاستعمار بطرق مختلفة، وكان أسلوب عمله هي سياسة المراحل الأربعة، لقد كان شهما ورجلا بالمعنى الحقيقي للكلمة ومثقفا. من جانبه أوضح الدكتور زهير إحدادان أستاذ بجامعة الجزائر سابقا وباحث أن الراحل رجل عظيم خصوصا في تاريخ الجزائر في القرن العشرين الذي عرف كثيرا من الشخصيات هو أكملها، وهو أتم مراحل القرن العشرين. أما الأستاذ بغول يوسف مدير ديوان رئيس الحومة السابق مقداد سيفي وإطار بوزارة الداخلية والجماعات المحلية أن فرحات عباس كان إنسانا وشجاعا في قول الحقيقة وشجاعا في السياسة.