دعت سعاد بن جاب الله الوزير المنتدبية المكلفة بالبحث العلمي من الأساتذة الباحثين الأفارقة إلى البحث في تاريخ القارة السمراء وضرورة تلقينه للأجيال الصاعدة بهدف استرجاع الهوية الكاملة لأقدم قارة في العالم، وذلك خلال إشرافها أمس على افتتاح أشغال ملتقى علمي دولي التي نظمها معهد التكوين المهني بسطيف وبإشراف من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان بعنوان »إفريقيا مهد البشرية، دراسات حديثة« والتي تستمر إلى غاية 29 أكتوبر الجاري. وقد شهد هذا الملتقى حضور مميز لعدد معتبر من كبار الباحثين والمختصين في علم الأنثروبولوجيا الفيزيائية وعلم الآثار لما قبل التاريخ، إضافة إلى مناقشة العديد من المحاور المتعلقة بالاكتشافات الحديثة بإفريقيا وتداعياتها على التطور البيولوجي والثقافي للبشريات الأولى وهذا من خلال تسع وثلاثين مداخلة تندرج مجملها حول العصر الحجري القديم لشمال إفريقيا. وقد أكدت الوزيرة خلال مداخلتها على تذكير الباحثين على واجبهم اتجاه قارتهم بغية استرجاع هويتها الضاربة في أعماق التاريخ البشري والمصالحة مع هذا الموروث، فيما أشادت بمواقف الجزائر الرسمية في هذا المجال والذي طالب في عديد المحافل الإفريقية بضرورة إنهاء القطيعة مع التاريخ وإعادة البحث فيه باعتباره شرط أساسي في تطور ورقي هذه القارة التي تعتبرها الجزائر بحق مهد للبشرية. وحسب حسين بلحرش مدير المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ فإن هذه الندوة العلمية تهدف إلى إبراز الدور الذي لعبته القارة السمراء إفريقيا فيما يخص أصل الإنسان والتعمير البشري للعالم، مع تسليط الضوء على موقع عين الحنش المتواجد بإقليم تراب عاصمة الهضاب العليا، الذي شهد على أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا، حيث أرجع الباحثون أصوله إلى حوالي 1.8 مليون سنة، كما أفاد ذات المتحدث أن هذا الملتقى سيكشف على نتائج جهود عشرات حملات الأبحاث التي كان قد شهدها موقع عين الحنش طيلة العقدين الأخيرين. للإشارة، فإن هذا الملتقى يعد الثاني من نوعه بعد الأول الذي احتضنته الجزائر العاصمة في منتصف الخمسينات تحت إشراف الأستاذ بالو أحد أعمدة المختصين في ما قبل التاريخ بشمال إفريقيا.