أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله على الدور والمسؤولية "البالغين" للباحثين الأفارقة وكذا الأسرة الجامعية والعلمية في المساهمة بصفة فعالة في استرجاع تاريخ القارة الإفريقية مهد البشرية والحضارات. وأوضحت السيدة بن جاب الله، امس، خلال إشرافها على افتتاح الملتقى الدولي الثاني حول الانثروبولوجيا وعصور ما قبل التاريخ بعنوان "إفريقيا مهد البشرية: اكتشافات حديثة" بمركز التكوين المهني بحي تبينت (شرق سطيف) أن الجزائر ووعيا منها بالأهمية القصوى التي يلعبها البحث العلمي في سيرورة التنمية الوطنية تولي قطاع البحث العلمي مكانة "مرموقة" ضمن الأولويات الوطنية وتواصل تخصيص الإمكانيات المالية لتمويل الأبحاث. وأضافت الوزيرة أن العديد من مراكز البحث العلمي والمخابر سيتم فتحها بالإضافة إلى فرق البحث وكذا الوسائل ستوفر لتطوير البحث العلمي في الجزائر وفي كل التخصصات. وأكدت أن المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ يحظى بدوره برعاية "فائقة" ودعم "متواصل" من طرف السلطات العمومية للأنشطة العلمية التي يقوم بها في المجالات المتعددة. وتم في هذا الإطار -كما أوضحت السيدة بن جاب الله- فتح العديد من محلات البحث والدراسة عبر العديد من مناطق الوطن تضمن نشر نتائج الأبحاث عن طريق سلسلة من الإصدارات إلى جانب نشاطاته المكثفة للملتقيات العلمية الدولية وإشرافه على التكوين المستمر للباحثين عن طريق مدارس الدكتوراه بالتعاون مع الجامعات الوطنية والأجنبية. واعتبرت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي هذا الملتقى المنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ والمندرج في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الثاني بالجزائر فرصة لإبراز الدور "الهام" لقارة إفريقيا ودراسة ومناقشة آخر الاكتشافات الحديثة المسجلة في مجال العصور القديمة لما قبل التاريخ، مشيرة إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف في هذا العمل من أجل البحث في الهوية والتاريخ. وعرجت الوزيرة المنتدبة بالمناسبة إلى شرف احتضان الجزائر للمهرجان الثقافي الإفريقي الأول سنوات قليلة بعد استقلالها تحت شعار "عودة إفريقيا" والذي اعتبرته "عودة لاسترجاع ثروات إفريقيا والمصالحة مع هويتها وعودة للتنمية والسلم واسترجاع التاريخ" . من جهته، أكد الأستاذ الباحث محمد سحنوني من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان أن هذا اللقاء الذي سيتواصل إلى غاية 28 من الشهر الجاري سيبرز دور القارة الإفريقية في الاكتشافات الأنثروبولوجية الأخيرة بمشاركة باحثين بارزين مختصين في الدراسات الإفريقية في مجالي ما قبل التاريخ والباليونتولوجيا الإنسانية من كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وبلدان افريقية. وذكر السيد سحنوني أن الاكتشافات الأخيرة حولت إلى حد كبير المعطيات الحالية ونماذج التطور الأول للإنسان بتحديد عمر الإنسان الأول بحولي 7 ملايين سنة. أما السيد سليمان حاشي باحث ومدير المركز الوطني للبحوث حول عصور ما قبل التاريخ والانثروبولجيا والتاريخ اكد أن إفريقيا بأكملها كانت مهد ومركز التطور البشري لأن أقدم الاكتشافات البشرية تم اكتشافها في إفريقيا، مشيرا إلى أن شمال إفريقيا قد لعب دورا بالغ الأهمية في تعمير العالم وكانت الممر الحتمي للإنسان نحو العالم الجديد. وحسب السيد حاشي؛ فإن هذا اللقاء يهدف أساسا إلى تسليط الضوء على آخر المكتشفات المتعلقة بالمستحثات البشرية والأدوات الحجرية الألدوانية والأشولية المكتشفة حديثا في إفريقيا وتداعياتها على التطور المورفولوجي للبشريات. يذكر أن الجلسة الأولى من اللقاء تناولت مناقشة العديد من الموضوعات منها "إفريقيا مهد البشرية نظرة جديدة في البحوث الباليونتولوجيا في تشاد" للباحث حسان تايسو ماكاي من جامعة تشاد و"تشاد نافذة حديثة للبحوث اليونتولوجية في إفريقيا" للدكتور الباحث أندوسا ليكيوس.