أشرفت، أمس، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي، سعاد بن جاب الله، بولاية سطيف، على افتتاح فعاليات أشغال الملتقى الدولي »إفريقيا مهد الحضارات: الإكتشافات الحديثة« المنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ في سطيف، والذي يندرج في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الافريقي الثاني بالجزائر ويتناول بالدراسة والبحث في المسائل المتعلقة بأقدم حضارات ما قبل التاريخ، وكذا الأجناس البشرية التي كانت أصل الثقافات من خلال تناول النظريات والإكتشافات الحديثة في القارة الإفريقية ذات الثراء الأسطوري حيث يهدف هذا الملتقى الدولي أساسا إلى تسليط الضوء على آخر المكتشفات المتعلقة بالمستحقات البشرية (من 7 إلى 1,5 مليون نسبة) والأدوات الألدوانية والأشولية المكتشفة حديثا، وستتخلل هذا الملتقى العلمي التاريخي العديد من المحاضرات والمناقشات التي تصب في عمق أصول البشرية ومن بينها ظهور الإستقامة الدائمة، تداعيات التحويلات التشريحية بين البشريات، وكذا ظهور الإنسان المنتصب في افريقيا وآسيا.. الخ. والتي سوف يقدمها نخبة من العلماء والباحثون الأفارقة المختصون في علم الأنتروبولوجيا الفيزيائية وما قبل التاريخ القديم لتقديم آخر الإكتشافات الحديثة المسجلة في مجال العصور القديمة لما قبل التاريخ، كما سوف يناقشون تداعيات »البيوأنتولوجية« وتصرفات الإنسان الأول، مبرزين الدور الهام للقارة الإفريقية، حسب ما جاء في كلمة الوزيرة المنتدبة التي أكدت أن البدايات الأولى للتكنولوجيا الحجرية واستعمالاتها كانت وانطلقت من إفرقيا، فالحفريات التي أجريت في أثيوبيا كشفت عن أداة حجرية مؤرخة ب 2,6 مليون سنة مع آثار أعمال بشرية، وعظام حيوانية مؤرخة ب 2,5 مليون سنة كما كشفت الأبحاث في الجزائر والتي قادها الأستاذ محمد سحنون في الموقع الأثري لعين لحنش بسطيف، أين تم اكتشاف الإنسان الأول الذي استوطن بشمال افريقيا منذ أكثر من 2,5 مليون سنة، حيث لوحظ تشابه شديد بين الأدوات الحجرية المستعملة هنا وتلك المكتشة في تانزانيا، وهذا وقد حضر هذا الملتقى كبار الشخصيات البارزة على غرار مكتشف جمجمة التواماي، البروفيسور ميشال بيريني والتي تعود إلى 70 مليون سنة بالتشاد، والبروفيسور موريس، مكتشف جمجمة ليسني في أثيوبيا التي تعود إلى 3,4 مليون سنة.