أكد عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بدعيدة أن قطاع التكوين السياسي شرع في إقامة ندوات فكرية جهوية خاصة بالتكوين والتثقيف السياسي لإطارات الحزب ومناضليه، مشيرا إلى أن سياسة التكوين غابت منذ سنة ,1986 مما أدى إلى بروز ظواهر غريبة عن قيم وأخلاقيات النضال، وهذا ما أدى إلى بعض الانزلاقات الخطيرة، كالعنف اللفظي والمعنوي وغياب الانضباط وأوضح مسؤوول قطاع التكوين السياسي في الندوة الجهوية الثانية للتكوين والتثقيف السياسي التي احتضنتها أمس مدينة سطيف، خلال المداخلة التي قدمها تحت عنوان »التكوين السياسي وممارسة الديمقراطية وثقافة الحوار لنبذ العنف« إلى ضرورة الاهتمام بالتكوين باعتباره الآلية الكفيلة بممارسة النشاط النضالي والسياسي في أجواء هادئة وطبيعية، مشيرا إلى أن الأمين العام للحزب عمار سعداني يؤكد على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب الحيوي الذي يوليه الحزب مكانة متميزة ويعتبره خيارا استراتيجيا وهذا لتمكين المناضلين من الإلمام بخيارات الحزب وقوانينه ومرجعيته الفكرية. وأشار السعيد بدعيدة إلى ضرورة إعداد المناضل وتسليحه وتحصينه بأدبيات الحزب ومبادئه، تحسبا للمراحل المقبلة والاستحقاقات السياسية القادمة، ذلك أن تسليحه بالأفكار المطلوبة يسمح له بمجابهة التحديات التي تواجهه، مؤكدا في هذا الشأن على أهمية التواصل بين المناضلين، عبر الحوار الجدي والمسؤول، وهذا من أجل استيعاب رسالة حزب جبهة التحرير الوطني أولا، ثم تبليغا ونشرها في أوساط الشرائح الاجتماعية، حتى يتمكن الحزب من توسيع دائرة انتشاره وتعزيز قدراته في استقطاب عدد أكبر من المواطنين، خاصة الكفاءات والشباب والمراة. واعتبر عضو المكتب السياسي أن مثل هذه الندوات الفكرية، تمكن المناضلين من تنمية مهاراتهم سياسيا وثقافيا وفكريا، كما أنها تجعلهم على دراية بما يدور حولهم وفهم الواقع والحقائق الوطنية والدولية، ومن ثم تعزيز قدراتهم على التنافس وفرض وجودهم على الساحة السياسية. وأشار السعيد بدعيدة في معرض حديثه عن خصوصية حزب جبهة التحرير الوطني إلى المرجعية الفكرية والسياسية للحزب، حيث أكد بأن الأفلان حزب وطني تاريخي ومتجذر في الاوساط الشعبية، وهو يستمد مرجعيته من الحركة الوطنية وبيان أول نوفمبر، إلى جانب المواثيق المستمدة من المؤتمرات المتعاقبة، ابتداء من مؤتمر الصومام، مؤكدا أن بيان أول نوفمبر تضمن هدفين أساسيين، هما تحرير الجزائر من الاستعمار وبناء الوطن، موضحا أن هدف تشييد البلاد وإعمارها وصيانة استقلالها مسؤولية كل الجزائريين، خاصة مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني. ودعا عضو المكتب السياسي جميع الحضور إلى الالتزام بمضامين هذه المواثيق والحرص على المصلحة الوطنية، لأن للحزب مسؤولية كبيرة، خاصة في هذه المرحلة المتميزة بمجموعة من التحديات الاقتصادية والأمنية، حيث أكد على اليقظة والتجند والعمل وبذل مزيد الجهود، لتفويت الفرصة على الذين يتربصون بالجزائر، ووجه في الأخير تحية خاصة لقوات الجيش الوطني الشعبي مثنيا على المجهودات التي تقوم بها للحفاظ على الوحدة الترابية وحماية الحدود من كيد المتربصين بالجزائر.