قرر قادة التحالف الرئاسي أن تكون الأولوية للتحالفات على المستوى المحلي في الانتخابات التمهيدية للتجديد النصفي لمجلس الأمة بين أقطاب التحالف أي الأفلان والأرندي وحركة حمس، بينما كان الاتفاق إرجاء مسألة اللجوء إلى التحالفات المركزية إلى وقت لاحق بعد ظهور نتائج التصفيات الداخلية لكل تشكيلة سياسية، كما ضرب قادة التحالف الرئاسي موعدا آخر حدد بنهاية نوفمبر الداخل من أجل وضع اللمسات الأخيرة لآليات الفعل الانتخابي والترتيبات الخاصة بالتحالفات المتعلقة بالتجديد النصفي لمجلس الأمة. اجتمع أمس الأول قادة أحزاب التحالف الرئاسي في لقاء مطول بمقر حركة مجتمع السلم التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي، واختار قادة التحالف اللقاء بعيدا عن أعين الصحافة لمناقشة أهم القضايا المطروحة على الساحة الوطنية والإقليمية، وتحديد أرضية اتفاق بين الأحزاب الثلاثة قبل لقاء القمة الجاري التحضير له، ووفي مقدمة المسائل والقضايا التي كانت على طاولة النقاش، مستجدات الجبهة الاجتماعية والدخول الاجتماعي وانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة ومشروع قانوني البلدية والولاية ومشروع قانون الانتخابات ومشروع قانون المالية للسنة المقبلة إلى جانب الوضع في فلسطين والأقصى. وبالنظر إلى الأهمية التي يكتسيها موضوع انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، فقد خصص قادة التحالف الرئاسي، حسب البيان الإعلامي الصادر أمس عن الرئاسة الدورية للتحالف، حيزا هاما في اجتماع أمس الأول للموضوع، وكان الاتفاق على أن التحالفات يجب أن تعطي الأولوية للأحزاب الثلاثة كمبدأ على المستوى المحلي في الانتخابات التمهيدية في انتظار ما تفرزه التصفيات الداخلية لكل تشكيلة سياسية على أن يتم اللجوء لاحقا وفي الوقت المناسب للتحالفات المركزية، وحدد قادة التحالف الرئاسي أواخر شهر نوفمبر موعدا للقاء آخر من أجل وضع اللمسات الأخيرة لآليات الفعل الانتخابي والتحالفات المتعلقة بالتجديد النصفي لمجلس الأمة المقرر قبل نهاية السنة الجارية. وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يختار فيها التحالف الرئاسي خوض غمار انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة في ظل تنسيق مشترك بين أقطابه، حيث جرت العادة في السابق أن تختار كل تشكيلة سياسية تحالفاتها وفقا للمصلحة الحزبية، وبما يضمن لها إحراز أكبر عدد من المقاعد، وهي خطوة هامة على طريق توسيع التحالف الرئاسي إلى القاعدة بعدما كان يقتصر على القمة ليتحول إلى شراكة سياسية، خاصة بعد النجاح الذي حققه التحالف الرئاسي في تجربة الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتمهيدا للقاء قمة التحالف الرئاسي المقبلة والمنتظر عقدها في الأيام المقبلة، اتفق كل من أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم وأمين عام الأرندي أحمد أويحيى ورئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني على ضرورة بلورة أرضية نقاش داخلي حول مجمل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية، خاصة ما يتعلق بالمسائل التشريعية والقانونية ذات الصلة بإرساء دولة القانون والحكم الراشد وجهود تقريب الإدارة من المواطن ومكافحة البطالة ومحاربة المال السياسي والتدابير المتعلقة بالجبهة الاجتماعية، مع الاتفاق على ضرورة التعاون في تحقيق هذه الأهداف مع الفعاليات السياسية التي تنشط في الساحة الوطنية والمجتمع المدني والشركاء الاقتصاديين والاجتماعية والاستعانة بالتنسيق البرلماني، وقد اقترح الرؤساء إمكانية وضع فوج عمل مشترك لتحضير مشروع ورقة في هذا الشأن. على الصعيد الإقليمي، جدد رؤساء التحالف الرئاسي استنكارهم للتجاوزات الصهيونية وتمسكهم ودفاعهم عن مقدسات الأمة الإسلامية في إطار الموقف الثابت للجزائر ووقوفها مع الشعب الفلسطيني وسائر القضايا العادلة في العالم، كما أوصى القادة بضرورة تعاون مناضلي التحالف الرئاسي مع فعاليات المجتمع تأكيدا لتضامنهم مع إخوانهم في ما يجري في الأقصى من تجاوزات إسرائيلية ضد الفلسطينيين.