انطلقت، أمس، بالعاصمة الفرنسية باريس مسيرة رسمية شارك فيها حوالي خمسون رئيس دولة وحكومة، فضلا عن مسيرات شعبية، وذلك للاحتجاج على الهجمات التي شهدتها باريس قبل أيام وتنديدا بالإرهاب، وقد شهدت المسيرة مشاركة نوعية لرؤساء دول وممثلين عن حكومات، على غرار وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ممثلا للجزائر. فرضت الشرطة الفرنسية إجراءات أمنية مشددة، ونشرت قناصة على طول الطريق الذي تسلكه المسيرة في العاصمة باريس من بلاس دو لا ريبوبليك إلى بلاس دو لا ناسيون، كما اختلط رجال شرطة بالزي المدني بالحشود، وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أكد أن المسيرة ستكون صامتة. قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، أمام أعضاء حكومته، إن باريس هي اليوم عاصمة العالم«، وذلك قبل التوجه للمشاركة في المسيرة الجمهورية، بينما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات تلفزيونية، ستكون باريس عاصمة المقاومة في العالم ضد الإرهاب وللدفاع عن الحرية، ستكون حقا مسيرة العالم من أجل الحرية. وقد توافد آلاف الفرنسيين على ساحة الجمهورية إحدى النقاط الرئيسية للمسيرة الشعبية.وأضاف المراسل أن الجماهير رددت شعارات متقاربة تندد بالعنف والإرهاب، وتدعو للوحدة الوطنية، والتأكيد على أن قيم الجمهورية لا تتجزأ ولا يمكن السماح بالمساس بها، وأشار إلى وجود ملحوظ للجالية المسلمة في المسيرة الشعبية. وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة تحاط بالمسيرة، وذلك عبر نصب نقاط وحواجز مراقبة دقيقة للمشاركين، وتم نشر خمسة آلاف وخمسمائة عنصر أمن ودركي لتأمين المسيرة، وتم تفتيش نظام الصرف الصحي في باريس قبل المسيرة، وستكون وسائل النقل العام في باريس بالمجان. وتم تم إغلاق العديد من الطرقات وخطوط مترو الأنفاق على طول خط المسيرة، وأضاف أنه من الصعب الوصول إلى ساحة الجمهورية بسبب الإجراءات الأمنية، ومن المنتظر أن تنتهي المسيرة رسميا في الساعة السادسة مساء بتوقيت باريس. كما شارك في المسيرة إلى جانب كبار المسؤولين الفرنسيين، وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ممثلا للجزائر، إضافة إلى حضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وشارك أيضا ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء التونسي المنتهية ولايته مهدي جمعة، ووزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة،والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ونظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وجاءت المسيرات المنظمة في فرنسا ردا على الهجمات التي أدت إلى مقتل 17 شخصا على مدى ثلاثة أيام في باريس، بدأت بهجوم على صحيفة شارلي إيبدو يوم الأربعاء المنصرم وانتهت باحتجاز مزدوج للرهائن يوم الجمعة الفارط في مطبعة خارج باريس ومتجر للأطعمة اليهودية في المدينة.