وصف الادعاء في محكمة لاهاي الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش بأنه »الرأس المدبر« لعمليات التطهير العرقي في البوسنة،فيما كشفت ذي تايمز البريطانية أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي استمعت في جلسة أول أمس إلى تسجيلات صوتية يتوعد فيها زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش بإبادة ثلاثمائة ألف من مسلمي بلاده. وذكرت الصحيفة في تقرير من لاهاي نشرته أمس أن كرادجيتش أظهر ازدراءه للمحكمة التي تنظر في تهم موجهة ضده، بأن رفض مرة أخرى المثول أمامها أول أمس. وقالت إن التهديدات »المرعبة« التي أطلقها زعيم صرب البوسنة قبل ارتكاب أسوأ أعمال وحشية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ما تزال أصداؤها تتردد في جنبات قاعة المحكمة. ورفض قضاة محكمة لاهاي أن تؤدي مقاطعة كرادجيتش إلى مزيد من التعطيل في الإجراءات القضائية، وهي فرصة استغلتها هيئة الادعاء أحسن استغلال. وقال كرادجيتش بأحد التسجيلات الصوتية»عليهم أن يدركوا أن هنالك عشرين ألف صربي مسلح بأنحاء سراييفو... سيكون موقفا أشبه بمرجل أسود يموت فيه ثلاثمائة ألف مسلم«. وأضاف »هؤلاء الناس سيختفون من على وجه البسيطة«. ورفض الزعيم الصربي تقديم دفاعه عن تهمتين موجهتين ضده وتسع جرائم حرب أخرى اتهم فيها بأنه كان العقل المدبر للنزاع الدموي في البوسنة خلال الفترة من 1992 إلى 1995 والذي لقي فيه مائتا ألف شخص مصرعهم. وكانت تلك التسجيلات عبارة عن مكالمات تلفونية دارت بين كرادجيتش وبعض حلفائه، وأظهرت مقدار الغضب العارم الذي يكنه لزعماء المسلمين الذين تجرؤوا على مقاومة خطة تقسيم العاصمة البوسنية سراييفو. ومع ذلك فإن تلك التسجيلات لن تكون كافية لإدانة كرادجيتش بارتكاب مذابح ما لم يثبت بالدليل وجود علاقة مباشرة له بالفظائع التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة، ومن بينها مقتل ما يربو على ثمانية آلاف من الرجال والصبيان في أحد مقرات الأممالمتحدة بمدينة سربرنيتشا. وسيكون الناجون وأقارب الضحايا من بين الشهود الذين سيدلون بشهاداتهم أمام المحكمة, والتي يتوقع لها أن تستمر إلى ثلاثة أعوام. وقال المدعي العام آلان تيجر ان كرادجيتش هو »القائد الأعلى« لعمليات التطهير العرقي في البوسنة، مضيفا انه »رجل استغل التعصب القومي والكراهية والخوف لتنفيذ رؤية تقوم على بوسنة مقسمة عرقيا«. وتابع انه: »كان في آن واحد مهندس السياسات الكامنة وراء هذه الجرائم وزعيم القوى التي نفذتها ولم يكن يراعي القانون والانسانية في متابعة ما كان يعتبره المصالح الصربية«. وقال القاضي الكوري الجنوبي أو غون كفون: »إذا ظل المتهم غائبا، ستعقد جلسة يوم الثلاثاء 3 نوفمبر «. مضيفًا إن المحكمة تعتبر أن الجلسة »يمكن أن تستمر في غياب المتهم«، مؤكدا أن كرادجيتش اختار »طوعا« عدم الحضور و»عليه أن يقبل النتائج«. وكان كرادجيتش (64 عاما)، الذي يواجه 11 تهمة تتعلق بجرائم الإبادة وجرائم الحرب قد أمتنع عن حضور أول جلسات محاكمته لليوم الثاني على التوالي. يذكر ان كرادجيتش الذي يواجه عقوبة السجن المؤبد كان قد اعتقل في جويلية 2008 في بلغراد بعدما عاش متخفيا ومطاردا 13 عامًا.