انطلقت أمس محاكمة زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش، في محكمة جرائم الحرب الدولية الخاصة بيوغوسلافية السابقة في لاهاي، حيث بدأ المتهم بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بعرض دفاعه بعد أربعة أشهر من مقاطعة المحاكمة. وكان كراديتش، الذي يواجه 11 تهمة تتعلق بدوره بالحرب في البوسنة بين عامي 1992 و,1995 قد طلب تأجيل جلسة المحاكمة. لكن القضاة رفضوا طلبه يوم الجمعة الماضي. يُشار إلى أن محاكمة كراديتش كانت قد تأجلت منذ الثالث من شهر نوفمبر الماضي عندما قرر القضاة تعيين محام للمتهم الذي يصر حتى الآن على الدفاع عن نفسه أمام المحكمة. هذا، وكان كراديتش قد قاطع المداولات في بداية المحاكمة التي بدأت في السادس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي، متذرعا بأنه يريد المزيد من الوقت لإعداد دفاعه. وقد اشتكى كراديتش خلال الجلسة الماضية من أنه لم يمنح الوقت الكافي لمراجعة الكميات الكبيرة من الوثائق. وقال إنه بحاجة إلى عشرة شهور للاستعداد للدفاع عن نفسه، فكان أن رد رئيس الجلسة، القاضي أوجون كوون، بأن المحكمة قررت منحه الوقت الكافي لذلك. ومجموع التهم الموجة إلى كراديتش هي 11 جريمة إبادة جماعية، وجريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، واعتداءات أخرى قصف سراييغو خلال حصارها، وقتل 12 ألف مدني فيها تنظيم مذبحة سربرينيتسا التي قضى فيها 8000 رجل وفتى بوسني مسلم استهدام القادة السياسيين والمفكرين والمهنيين البوسنيين والكروات تهجير وإبعاد وتسفير مدنيين بشكل غير قانوني بسبب هويّاتهم القومية والدينية تدمير المنازل والشركات والأعمال والمواقع المقدسة. ويصرُّ كراديتش على براءته من كافة التهم الموجهة إليه، لكنه يرفض التقدم رسميا بطلبات التماس للمحكمة بهذا الشأن. إلاَّ أن المحكمة بادرت بتقديم طلب عدم الإقرار بالذنب نيابة عنه، لكنه رفض حضور جلسات المحاكمة. ويُتوقع أن يبدأ كراديتش مرافعة للدفاع عن نفسه على مدى يومين، وذلك قبل أن يقدم الادعاء العام أول شاهد في القضية يوم الأربعاء المقبل. ويواجه كراديتش، البالغ من العمر 64 عاما، تهمتين بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك قتل حوالي 8 آلاف رجل وفتى مسلم في بلدة سربرينيتسا. أمَّا التهم التسع الأخرى، وتشمل القتل والإبادة والتعذيب والإبعاد القسري. ويعتبر الادعاء كراديتش مسؤولا عن حملة تطهير عرقي ضد كل من المسلمين والكروات شرقي البوسنة، وذلك بغرض خلق كيان صربي صافي العرق في تلك المنطقة. وخلال مرافعته الأولية في جلسة المحاكمة الأولى في أكتوبر الماضي، كان المدعي العام ألان تيجر قد قال إن كراديتش قد سخَّر القوى القومية ومشاعر الكراهية والخوف سعيا لتحقيق رؤيته ببوسنة تكون الأعراق فيه منفصلة عن بعضها البعض. وكان كراديتش قد نُقل إلى محكمة الجنايات الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي إثر إلقاء القبض عليه في بلغراد عام ,2008 بعد أن أمضى قرابة 13 عاما هاربا. وخلال وجوده في السلطة، كان كراديتش يشغل منصب رئيس ما كان يُعرف بجمهورية صرب البوسنة، والقائد العام لجيشها خلال الحرب التي خلفت أكثر من 100 قتيل وشرّدت حوالي 2,2 مليون شخص آخر.