قاطع رادوفان كراديتش رئيس صرب البوسنة السابق محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي مرة ثانية، لكنه وافق على حضور جلسة استجواب أمس التي تهدف إلى مواصلة المحاكمة بدونه ما لم يجلس في قفص الاتهام. وختم آلان تيغير المدعي العام التابع للأمم المتحدة مرافعته التي بدأها الأسبوع الماضي باتهام كراديتش بمسؤوليته الشخصية عن »واحدة من الحقب المظلمة للإنسانية« التي تمثلت في ذبح أكثر من 7000 رجل وطفل مسلم في سربرنيتشا. وقال تيغير إن كراديتش كان على اطلاع دائم بما يجري طيلة الوقت، وكان يعلم بقتل الرجال، وأخفى عمليات الطرد والجرائم الجماعية، وما زال يواصل هذا الأمر حتى اليوم. وأضاف أن »الندم الوحيد الذي أحس به من كل العملية كان نجاة بعض الرجال المسلمين من المذبحة«. وكان محققو جرائم الحرب جمعوا أدلة تدين المتهم البالغ من العمر 64 سنة بأنه »أصدر ووقع« أوامر بين العامين 1992 و1995 تخول قوات صرب البوسنة سلطة طرد المسلمين من منطقة سربرنيتشا البوسنية. وفي مارس 1995 أمر الجنرال راتكو ميلادتش قائد ما يعرف آنذاك باسم سلاح درينا السيئ السمعة لتبديد كل »أمل لنجاة أو حياة« مسلمي سربرنيتشا. وعقب تيغير بأن »هذه الجرائم كانت ذروة عزمه على تطهير شرق البوسنة عرقيا لضمان إقامة دولة الصرب كما تخيلها«. وقد اطلع قضاة الأممالمتحدة على أدلة، بما في ذلك لقطات فيديو لعمليات قتل وصور جنائية لمقابر جماعية، لكيفية قيام صرب البوسنة بتصوير ثم قتل جماعات الرجال والأطفال المسلمين الفارين بعد استيلائهم على سربرنيتشا، التي كانت تحت حماية الأممالمتحدة في جويلية 1995. واقتبس الادعاء العام في جرائم الحرب ما قاله كراديتش بأن »القلق الوحيد الذي أبداه بشأن سربرنيتشا هو أن القادة تركوا بعض المسلمين يفرون«. وفي السادس من أوت 1995 بعد أقل من ثلاثة أسابيع على مذبحة سربرنيتشا، وبخ رئيس صرب البوسنة مرؤوسيه على إخفاقهم في »قتل«ال9000 مسلم الذين فروا من الأسر. وقال كراديتش »لم نتمكن من تطويق وتدمير هذا العدو، لأننا كنا نتحرك بسرعة وكلفنا جنرالين بتضييع 15 يوما في مفاوضات مع أغبياء ومغفلين«. وكان كراديتش أنكر 11 اتهاما بجرائم حرب بما في ذلك وقائع إبادة جماعية لمذبحة سربرينتشا وحملة التطهير العرقي الأوسع في حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.