تسلمت محكمة العدل الدولية بلاهاي أمس، مجرم الحرب الصربي رادوفان كرازيدتش الذي اعتقل الأسبوع الماضي في العاصمة الصربية بلغراد لمحاكمته على جرائم الحرب التي اقترفها في حق مسلمي البوسنة. واودع كرادزيدتش فور وصوله إلى مقر المحكمة في سجن هذه الأخيرة في انتظار بدء جلسات استنطاقه التي يرى المتتبعون أنها ستحمل الكثير من الحقائق التي طبعت فترة حرب البوسنة والهرسك تسعينيات القرن الماضي. وهي الحقائق التي تبقى منقوصة مادام مجرم الحرب الصربي الآخر راتكو ملاديتش لا يزال حرا طليقا بالرغم من تزايد الضغوطات الدولية على الحكومة الصربية لبذل المزيد من الجهود لاعتقاله وتسليمه للقضاء الدولي لمحاكمته. وأعلنت محكمة العدل الدولية أن زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرزيدتش سيمثل أمام القضاء للمرة الأولى بعد ظهر اليوم ليكون ذلك أول ظهور علني للمتهم بارتكاب جرائم حرب منذ اعتقاله في ال21 من الشهر الجاري. وأوضحت المحكمة في بيان لها أمس، أن القاضي الهولندي ألفونس أوريي سيستمع إلى كرازيدتش البالغ من العمر 63 عاما في جلسة اليوم للرد على سيل التهم الموجهة اليه اونفيها مع منحه مهلة 30 يوما للرد على قرار الاحالة لمحكمة العدل الدليو ا لخاصة بمحاكمة كرجمي حرب البوسنة والهرسك ما بين سنتي 1992 و1995 . ويواجه كرازيدتش ضمن قارار الاتهام الذي اعدته المحكمة الدولية11 تهمة منها التطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات قوانين الحروب خلال حرب البوسنة والهرسك سنوات عندما كان يتولى رئاسة جمهورية الصرب المدعومة من حكومة يوغسلافيا السابقة برئاسة سلوبودان ميلوسوفيتش الذي توفي في سجنه بلاهاي أثناء محاكمته سنة 2006 . وكان زعيم صرب البوسنة السابق اعتقل في إحدى حافلات النقل العمومي بالعاصمة بلغراد الأسبوع الماضي وكان متخفيا بلحية كثة وشعر طويل وباسم مستعار. وقال رئيس فريق الادعاء العام في المحكمة الجنائية سيرغي براميرتز في تصريح صحفي أمس، أن تسليم كرازيدتش يعد واحداً من أبرز إنجازات تعاون الحكومة الصربية مع المحكمة الدولية. وأضاف أنه من السابق لأوانه معرفة موعد بدء محاكمة زعيم صرب البوسنة لكنه طالب السلطات الصربية باستكمال جهودها لاعتقال مجرم الحرب الآخر راتكو ملاديتش. وتتزايد الضغوط الدولية على الحكومة الصربية لاعتقال ملاديتش، حيث أكد الاتحاد الأوروبي الذي وصف تعاون صربيا مع محكمة العدل الدولية لمحاكمة كرازيدتش بالخطوة الهامة في التقارب الأوروبي مع صريبا على ضرورة اعتقال ملاديتش وغوران هادزيتش الرئيس السابق لجمهورية صربيا المعلن عنها من جانب واحد في مدينة كرايينا لفتح الباب امام انضمام صربيا الى الاتحاد الاوروبي. ويرى عديد المحللين أن محاكمة مجرم الحرب الصربي رادوفان كرازيدتش بإمكانها كشف الكيفية التي استطاع بواسطتها هذا الأخير التخفي لمدة 13 عاما والعيش باسم مستعار دون ان تتمكن اجهزة الامن الصربية وحتى الغربية من القبض عليه إضافة إلى أنها ستسمح بكشف علاقاته مع مجرم الحرب سلوبودان ميلوسوفيتش الذي توفي في السجن أثناء محاكمته بلاهاي.