شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف على ضرورة إحداث ثورة نوعية من شأنها النهوض بالمنظومة الصحية خلال ال2015 عبر التركيز على إعادة بعث نقل وزرع الأعضاء بالجزائر واتخاذ تدابير إستعجالية لتحسين التكفل بالمصابين بالسرطان، مع تعزيز مصالح الإنعاش الطبي عبر الوطن أفاد وزير الصحة، خلال عرضه أمس لحصيلة النشاطات لسنة 2014 ومخطط العمل لسنة المقبلة أن 2015 ستكون محطة حقيقية لبعث برنامج طموح قصد النهوض بالمنظومة الصحية إلى مستوى تطلعات مهنيي الصحة والمواطنين، ويتحقق ذلك من خلال إعداد النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بسير ومهام المعاهد الوطنية المتخصصة في مجالات أمراض القلب والسرطان والكلى مع تدعيم التكفل الصحي بمواطني مناطق الجنوب. وستعرف سنة 2015 حسب الوزير إعادة بعث لنقل وزرع الأعضاء بالجزائر خاصة وأن الدولة رصدت 4 ملايير دج لتفعيل نشاط الوكالة الوطنية التي اسند لها هذه المهمة، مشيرا إلى أن الوزارة هيأت كل الشروط الضرورية لإعادة بعث هذا النشاط الذي لم يرتق بعد - حسبه- إلى المستوى المطلوب حيث لم يتم إنجاز إلا 156 عملية زرع فقط خلال سنة 2013 معبرا عن أسفه لحصر التبرع على أفراد العائلة فقط. والتزم الوزير في هذا الإطار بتوسيع هذا النشاط من خلال تشجيع نزع الأعضاء من الجثث وبذل مجهودات لزرع هذه الثقافة بين المجتمع الجزائري لان ذلك ضروري لإنقاذ حياة المرضى الذين هم في حاجة إلى هذه العملية. ولدى تطرقه إلى عدد المصابين بالعجز الكلوي ذكر الوزير بأن أكثر من 26000 مصاب في حاجة إلى كلية مؤكدا بأنه سيتم وضع قائمة لهؤلاء تحدد الأولويات التي يجب زرعها حيث سيتم تسطير برنامج واسع على مستوى المؤسسات التي تقوم بذلك وسيتم تدعيمها بالمعهد الوطني للكلى الذي سيفتح أبوابه قريبا. وبشأن تعزيز مصالح الإنعاش بمختلف المؤسسات الإستشفائية للوطن خلال سنة 2015، أكد الوزير أن المؤسسات الإستشفائية تعاني من عجز كبير في عدد الأسرة بمصالح الإنعاش الحالية 200 سرير فقط مما جعلها لا تستجيب لاحتياجات المواطنين. والتزم الوزير بمنح كل الوسائل الضرورية لتوسيع من عدد الأسرة لتعزيز الخدمة بمصالح الإنعاش الطبي التي لا تقوم بها إلى حد الآن إلا 9 مؤسسات إستشفائية فقط مما جعلها تعاني من الاكتظاظ يوميا ناهيك عن عدم قدرة السلك الطبي وشبه الطبي على تقديم خدمة في المستوى. ودعا بالمناسبة المسيرين ورؤساء المصالح إلى تقييم الوضعية وتقديم للوزارة الاحتياجات الحقيقية لكل مصلحة مقترحا فتح مصالح جديدة إذا اقتضى الأمر واستعداد إدارته لتقديم الدعم في هذا المجال. وللتكفل باستعجالات أمراض القلب والشرايين ذّكر بوضياف بوضع حيز التنفيذ المخطط وطني وآخر للرفع من قدرات المؤسسات الصحية في مجال التكفل بالمرضى في الإنعاش الطبي مع تدعيم وتطوير إنتاج اللقاحات والأمصال من طرف معهد باستور. كما ستكون سنة 2015 حسب بوضياف محطة لترقية وتشجيع الإنتاج المحلي للمواد الصيدلانية مع ترقية ثقافة استعمال الدواء الجنيس كوسيلة للتحكم وضبط أكبر للنفقات، كما كشف المتحدث عن إنشاء وحدات جديدة للتكفل بالألم وتطوير الاستشفاء المنزلي وتدعيم إنشاء وحدات للاستشفاء النهاري بغية الاستغلال الأنجع للأسرة بالمؤسسات الإستشفائية. كما أشار بالمناسبة إلى استلام مرافق صحية جديدة ستسمح بتوسيع وضمان تغطية صحية شاملة وعادلة، لاسيما المتخصصة في مكافحة وعلاج السرطان مع إطلاق مشاريع إنجاز خمس مستشفيات جديدة وتفعيل استعمال الإعلام الآلي بالمنظومة كوسيلة لعصرنة سير المؤسسات الصحية. وبغية التحكم في نفقات العلاج وترشيده والقضاء على معاناة المواطن في مجال العلاج بالأشعة أعلن بوضياف عن إعداد مدونة وطنية للتجهيزات الطبية والجراحية لكل الأصناف بجميع المؤسسات التابعة للقطاع. وبالإضافة إلى إعداد مشروع مرسوم يتعلق بإنشاء وتنظيم المقاطعة الصحية، يكرس العلاج في إطار شبكة هرمية متكاملة، انكب الفاعلون في الميدان خلال السنة الفارطة على إعداد مشروع تمهيدي لقانون جديد للصحة يتماشى مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع وهو الآن على مستوى الأمانة العامة للحكومة. وبخصوص متابعة وتنفيذ المشاريع التنموية للقطاع، أشار بوضياف إلى تبني إجراءات إستعجالية لتدارك الوضع تمثلت -مثلما أوضح- في التخلص من العراقيل التي حالت دون تجسيد هذه المشاريع لاسيما المتعلقة بمراكز مكافحة السرطان. كما تم إنشاء آلية جديدة تشرف على إنجاز مؤسسات إستشفائية ذات مقاييس دولية وتتمثل في الوكالة الوطنية لتسيير الإنجازات وتجهيز المؤسسات الصحية بالإضافة إلى إنجاز 10 مؤسسات إستشفائية جامعية جديدة.