أشادت المنظمة الدولية للعمل بالتجربة الجزائرية في مجال ترقية الشغل والحوار الاجتماعي وقررت في هذا الشأن تعميم هذه التجربة التي اعتبرتها رائدة في القارة الإفريقية، وقد اعتبر مدير مكتب المنظمة الدولية للعمل لإفريقيا آينياس شابينغا شوما، أول أمس، »أن المنظمة ستسهر على تعميم التجربة الجزائرية في مجال ترقية الشغل والحوار الاجتماعي«. وقال »شابينغا شوما« خلال أشغال الاجتماع السنوي لمدراء المكاتب الخارجية للمنظمة الدولية للعمل الخاصة بإفريقيا »لاحظت التقدم المعتبر المحرز في العديد من المجالات في الجزائر خصوصا في مجال ترقية الشغل والحماية الاجتماعية ومراقبة الشغل«. وأضاف أن المنظمة ستسهر على »تعميم التجربة الجزائرية بالبلدان الإفريقية«. وأشار في كلمته خلال اللقاء إلى ما أسماه ب »نضج« الحوار الاجتماعي في الجزائر من خلال الثلاثية والذي أفضى كما قال »إلى التوقيع على عقد وطني اجتماعي واقتصادي للنمو«. من جهته أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي إرادة الجزائر في المشاركة بقوة في ترقية تبادل الخبرات والتجارب في مجالات التشغيل وعلاقات العمل والضمان الاجتماعي على الصعيد الدولي خاصة مع بلدان القارة الإفريقية. وأضاف أن الجزائر بصفتها عضوا بالمنظمة الدولية للعمل أكدت »احترامها لالتزاماتها بخصوص احترام الاتفاقيات الدولية حول العمل«. كما تطرق في نفس السياق إلى إثراء التشريع الوطني في مجال العمل، مذكرا بما حقق من إنجازات في مجال ترقية التشغيل والحماية الاجتماعية. وفيما يتعلق بالحريات النقابية، أشار الوزير إلى التقدم المعتبر الذي تم تحقيقه في هذا المجال، مضيفا أن القطاع »يتوفر حاليا على 64 منظمة نقابية تنشط على الصعيد الاقتصادي وفي مجال الإدارة العمومية« من بينها »30 منظمة نقابية للمستخدمين تنشط ليس فقط في القطاع الاقتصادي وإنما كذلك في قطاع الوظيفة العمومية«. وذكر وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي في هذا اللقاء أنه »في مجال علاقات العمل، فإن الجزائر واعية كل الوعي بضرورة وضع مسار تطورها في انسجام مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان في العمل«، ومن هذا المنطلق أشار إلى أنها »صدّقت على 59 اتفاقية للعمل، من بينها الاتفاقيات الأساسية الثمانية والاتفاقيات الأولية الثلاثة والتي وضعت الجزائر في مصاف الدول التي صدّقت على أكبر عدد من اتفاقيات منظمة العمل الدولية«. وفي سياق شرحه للانجازات التي قامت بها الدولة الجزائرية في مجال ترقية التشغيل والحماية الاجتماعية أكد استعدادها لتقديم الخبرة المتراكمة عبر السنوات للبلدان الإفريقية للاستفادة منها. وبدورها أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة كريستينا آمارال أن التجربة الجزائرية في مجال المكتسبات الاجتماعية قد يكون »نقطة مرجعية بالنسبة لإفريقيا«. و يعد الاجتماع السنوي لمدراء المكاتب الخارجية لمنطقة إفريقيا الذي ينظم بالجزائر من قبل المنظمة الدولية للعمل لقاءا تقنيا يهدف إلى »تحسين الفهم المشترك للألويات الإقليمية للمنظمة على مستوى إفريقيا و كذا أحسن الممارسات في مجال تطبيق البرامج« حسب المنظمين.