قالت الشرطة الاسبانية أنها اعتقلت مائة شخص يشتبه انتماءهم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش« وحجزت 22 طنا من الحشيش المهرب من المغرب، يرجح أن عائداتها يتم استغلالها لتمويل النشاطات الإرهابية، مما يؤكد مرة أخرى العلاقة الوطيدة بين المخدرات التي تنتج وتهرب من المملكة المغربية وتمويل الإرهاب في المنطقة وخارجها. أفادت الشرطة الاسبانية أنها قد اعتقلت مائة شخص يشتبه انتماءهم لتنظيم »داعش« وهذا في إطار عملية أمنية استباقية كبيرة أطلق عليها اسم »نيسى«، وكشفت من جانب أخر أنها قد وضعت يدها في نفس العملية على 22 طنا من مخدر الحشيش القادم من المملكة المغربية، وكشفت في نفس السياق أن المخدرات المحجوزة جرى تهريبها من المغرب بواسطة الزوارق السريعة، وتشتبه في أن عائدات بيعها يتم استغلالها لتمويل الجماعات الجهادية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصارا باسم »داعش«. وتؤكد هذه المعلومات التي لن يقدر النظام المغربي إنكارها لأنها جاءت من الضفة الشمالية وتحديدا من اسبانيا، تورط المغرب بشكل مباشر أوغير مباشر في تمويل الإرهاب في المنطقة وخارجها، وتفيد أيضا بأن تنظيم أبوبكر البغدادي الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة من أجل توسيع نشاطه ونشر فروعها في كل مكان، خاصة في المنطقة المغاربية وأوربا، بدا يسعى هوالأخر إلى الاستفادة من المخدرات لتمويل نشاطاته وتجنيد المزيد من العناصر في صفوف فروعه المختلفة، علما أن لجوء التنظيم »القاعدة« أوغيره من المجموعات المتطرفة الأخرى إلى المخدرات، سواء الصلبة منها كالعفيون أوالقنب الهندي المغربي معروف منذ مدة، يندرج ضمن أهم مصادر تمويل الإرهاب فضلا عن النشاطات الإجرامية الأخرى على غرار الفدية المالية التي يتم تحصيلها من قبل المجموعات المتطرفة عبر اختطاف واحتجاز الأشخاص، خصوصا الأجانب منهم. وتؤكد التحقيقات الأولية التي قام بها الأمن الاسباني أن المجموعات المتطرفة أصبحت تعمل أيضا على نقل الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية نحوالصحراء الكبرى، ومنها تعبر من المغرب إلى إسبانيا، ويجني »الجهاديون« مبالغ مالية مهمة من وراء هذه العملية، ويتم تحويل كل هذه المبالغ إلى الجماعات المتطرفة في العراق وسوريا، وتقول وزارة الداخلية الإسبانية أن اتجار الجهاديين في المخدرات سواء تلك القادمة من المغرب أومن أمريكا اللاتينية ليست بالمسألة الجديدة على اعتبار أن ربع المتطرفين المعتقلين، قد سبق اعتقالهم بتهمة الاتجار في المخدرات، وتشير في هذا الصدد، في تحقيق دقيق للطرق المعتمدة لتمويل الإرهاب بعائدات المخدرات، أن تحويل الأموال إلى المجموعات المتطرفة يتم عبر محلات اللحوم والمواد الغذائية التي تحول الأموال إلى دول الشرق الأوسط من خلال قنوات سرية، وقد أعلن الأمن الإسباني أن أكثر من 250 محلا تجاريا لبيع اللحوم يقوم بعملية تحويل أموال تجارة الحشيش إلى الجماعات »الجهادية« وعلى رأسها تنظيم »داعش«، ويعبر الحشيش المغربي ومختلف المخدرات الأخرى الصلبة أيضا عبر سبتة ومليلية، ففي هذه الأخيرة فقط تم ضبط ما لا يقل عن 900 عملية تهريب للمخدرات جزء منها يقف وراءه أشخاص متطرفون ينتمون إلى تنظيمات إرهابية. وتؤكد هذه التحقيقات مرة أخرى صحة كل التقارير التي تحدثت في وقت سابق عن العلاقة المباشرة بين الاتجار بالمخدرات وتمويل الإرهاب، ويحاول النظام المغربي الذي يتغاضى عن هذه الظاهرة، نفي التهمة عنه، مع أن أكثر من 80 بالمائة من القنب الهندي الذي يدخل أوربا يأتي من المغرب، وكل المحجوزات من القنب الهندي في الجزائر مصدرها المغرب أيضا، ويعتبر المغرب أول منتج للقنب الهندي في العالم.