يرى عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، المكلف بالإعلام، السعيد بوحجة، أن الأحزاب التي قررت الخروج للتظاهر غدا، »أخطأت التقدير«، حيث يعتبر تاريخ 24 فيفري يوما يحتفل فيه الجزائريون بذكرى تأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات أفاد السعيد بوحجة في اتصال مع »صوت الأحرار« أن التاريخ الذي تنوي فيه المعارضة الخروج للشارع يمثل حدثا تاريخيا هاما للجزائريين، مشيرا إلى أن تأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين كان له الأثر الايجابي في نفوس العمال إبان الثورة التحريرية، وذكر بأن الشعوب المساندة للثورة استقبلت هذا الإعلان بنوع من الابتهاج والدعم. وقال عضو المكتب السياسي إن الشعب الجزائري الذي ذاق مرارة العشرية السوداء لن يحتضن الأفكار التي تهدف إلى زعزعة استقرار البلد، وعلق بوحجة على استغلال تنسيقية الانتقال الديمقراطي لموضوع الغاز الصخري في الوقفة التي قررت تنظيمها في 24 من الشهر الجاري، موضوع في غير محله . نبّه بوحجة إلى أن موضوع الغاز الصخري الذي يجري الاحتجاج بشأنه في الجنوب ليس موضوعا سياسيا، وعلى هذا الأساس فسكان الجنوب لا يحتاجون إلى مساندة أو موقف من أي جهة كانت بل يحتاج إلى إقناع الشعب من طرف الخبراء المختصين في المجال، حول وجود أضرار من عملية استخراج الغاز الصخري أو لا توجد انعكاسات سلبية. وفيما يتعلق باختيار التنسيقية لتاريخ 24 فيفري لتنظيم هذه الوقفات التضامنية، قال عضو المكتب السياسي، إن هذا التاريخ يعتبر قفزة نوعية حيث تم خلاله تأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مشيرا إلى أنه في هذا اليوم يتم تقديم مساندة للمركزية النقابية في عيد تأسيسها. ودعا بوحجة زعماء بعض أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء ما يسمى بتنسيقية الانتقال الديمقراطي بالتعقل وانتهاج أسلوب الحوار في معالجة مختلف المسائل، وأضاف » نحن ندعو التنسيقية إلى اعتماد الرزانة من خلال الحوار مع السلطة وحوار مع الأحزاب السياسية« . وغاية هذا الحوار حسب بوحجة هو تحقيق التوافق والإجماع بين مختلف مكونات الطبقة السياسية سواء كانت في النظام أو في المعارضة، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى وضع لبنة سلمية من أجل وضع دستور توافقي يضمن الحق لكل أفراد المجتمع ولكل أفراد الطبقة السياسية، والتوافق وفق منظور المتحدث لن يكون إلا من خلال وجود حوار جاد ونزيه ويكفل العدالة والحرية وحقوق الإنسان لكل أفراد المجتمع الجزائري. وبالعودة إلى تهديدات تنسيقية الانتقال الديمقراطي بالنزول إلى الشارع أفاد بوحجة بأن لجوء هذه الأحزاب إلى الشارع دليل واضح يبين الإفلاس السياسي لأن الأهداف من وراء هذه الخطوة ليس لها بعد أو أفق في العمل السياسي، مؤكدا أن »هذا العمل غير مشروع سيصطدم بالشرعية«. وعلى هذا الأساس يرى عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام أنه كان من المفروض أن تسود عمل التنسيقية الحكمة والرزانة وان تتعامل كسائر التشكيلات السياسية الأخرى وفق ما يمليه القانون وان يبتعدوا عن انتهاج العنف اللفظي، لان هذا الأخير حسب بوحجة يؤدي إلى إحداث العنف والاستقرار. وأوصى القيادي الأفلاني قادة ما يسمى بتنسيقية الانتقال الديمقراطي أن يتفطنوا إلى التجارب السابقة التي اعتمدها البعض أيام المأساة الوطنية بانتهاج العنف في التعبير عن مواقف سياسية، مشيرا إلى إن ذلك دليل على أن كل من يعتمد هذا النوع سواء اللفظي أو المادي أو التطاول على مؤسسات الدولة لن يؤدي إلا إلى وضع لا يحمد عقباه .