أثبتت الأحداث الإقليمية والدولية قوة وصواب مواقف الجزائر ونضج دبلوماسيتها المتمرسة في حل الأزمات على غرار الدور الفعال الذي أدته لتسوية الوضع في دول الجوار من خلال إدارة الحوار في مالي ومشاركتها المحورية في ليبيا، مما مكن دبلوماسيتنا من استعادة ديناميكيتها كاملة وجعل الجزائر قبلة يتوافد عليها قادة الدول بما يؤكد الصحة الجيدة للدبلوماسية الجزائرية ويكذب ادعاءات المعارضة التي تحاول تصويرها في صورة المريض. نجحت الجزائر عبر بوابة مواقفها الصائبة من القضايا الدولية الشائكة ومبادئها الثابتة في كسب ثقة العديد من الدول بفضل ثباتها على مبادئها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية التي تنتهجها وحرصها على الخيار التفاوضي لحل الأزمات التي تعيشها بعض عواصم القارة السمراء، وما نجاحها في إدارة المفاوضات بين الأطراف المالية التي توجت بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام في المنطقة، وكذا المساهمة الجلية في حلحلة الأزمة الليبية ودورها الايجابي في نجاح الانتقال الديمقراطي بتونس، إلا دليل على نجاح الدبلوماسية الجزائرية في أن تكون مرجعا لباقي الدول في السلم والمصالحة، والديناميكية التي تشهدها السياسة الخارجية الإقليمية للجزائر. ولا يختلف اثنان على أن الدبلوماسية الجزائرية تضطلع بدورها بفعالية على مستوى الساحتين الإقليمية والدولية، بفضل الجهود المنية والمساعي الحثيثة التي تبذلها من أجل استتباب الأمن وإحلال السلم وبسط الاستقرار في ربوع منطقتي الشمال الإفريقي والساحل جنوب الصحراء . لا أحد ينكر في هذا السياق الدور النشط والريادي الذي تلعبه الجزائر من خلال حيوية دبلوماسيتها التي استعادت ديناميكيتها كاملة، خاصة على جبهات مكافحة الإرهاب الدولي، فضلا عن النجاحات التي حققتها في الداخل وعلى الحدود، وكذلك الوساطات الدبلوماسية الناجحة. لقد برهنت الجزائر بخبرتها الكبيرة في المجال الدبلوماسي وحنكتها في إدارة الأزمات، وعلى الرغم من التحديات الداخلية التي تواجهها في الكثير من الجبهات أنها لا تدخر أي جهد في سبيل جعل دول المنطقة تنعم بالاستقلال والسيادة والسلام والاستقرار، بعيدا عن أي تدخل أجنبي فبالعودة إلى مواقفها عبر التاريخ خاصة ما تعلّق منها بالقضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، يتضح أن الجزائر أضحت نموذجا يحتذى به من طرف كبريات الدول. وفي ظرف تسعى أحزاب المعارضة جاهدة لتصوير الدبلوماسية الجزائرية في صورة مريضة وتضع توافد الزوار الأجانب في خانة تبديد الأموال يتفق الكثيرون على أن التوافد الدبلوماسي لعديد رؤساء الدول ووزراء الخارجية في الأشهر الأخيرة لأكبر دليل على الصحة الجيدة للدبلوماسية الجزائرية والثقة الكبيرة التي يضعها هؤلاء فيها، خاصة بعد النجاحات المتكررة التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية ودورها الفعال على مستوى الساحتين الإقليمية والدولية، و الجهود الحثيثة التي تبذلها من أجل استتباب الأمن وإحلال السلم وبسط الاستقرار في منطقتي الشمال الإفريقي والساحل جنوب الصحراء.