نشط عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمسية الاثنين ببسكرة تجمعا حضره إطارات الحزب الذين غص بهم نادي الشباب شباح خالد ببلدية سيدي عقبة، حيث أكد أن الأفلان يحتل الأغلبية في المجالس الشعبية على مستوى الوطن وأن المنتخبين مطالبون بالحفاظ على مكانة الحزب الذي حقق المعجزات منذ نشأته وهو مصمم على مواصلة حملته ضد كل ما من شأنه إعاقة مواصلة تنمية الجزائر في شتى المجالات. واستهل بلخادم كلمته بتقديم الشكر والثناء على كرم الضيافة الذي حضي بها، وقال إنه سعيد أن يلتقي إخوانه في حزب جبهة التحرير الوطني على هذه التربة الطيبة التي احتضنت عقبة بن نافع، خاصة بتزامن اللقاء مع ذكرى عزيزة على كل الجزائريين وكل الأحرار في العالم وهي أول نوفمبر العظيمة. وقال بلخادم » مهما كتب عن نوفمبر، لن نفيها حقها لأنها فعلا كانت انطلاقة لثورة عظيمة لشعب عظيم قدم التضحيات الجسام الشعب الذي ذاق ذرعا من أجل الاستقلال، ودحر الاحتلال الذي كله شر«، مضيفا أن »الشر لا يمكن أن يأتي منه خير كما يدعي أدعياء وأن الاحتلال من وراء البحر لا في الماضي ولا الحاضر لن يأتي بأي خير«. وأضاف بلخادم قائلا »إننا نحتفي بهذه الذكرى العزيزة على كل الجزائريين والجزائريات والبلاد تقطع أشواطا في دحر التخلف والعنف والإرهاب وتسعى لإعمار البلاد وقطع أشواط من خلال إرساء قواعد الممارسة الديمقراطية في الجزائر والتغلب على الصعاب من أجل مزيد من المكاسب في مجال التنمية البشرية والاقتصادية ورفع مستوى معيشة المواطن«، معتبرا أن الجميع في جبهة التحرير الوطني يدركون أكثر من غيرهم جسامة هذا الجهد المبذول، لأن الأفلانيين منذ اندلاع الثورة كما قال، يحتفلون بأول نوفمبر كيوم وطني وأيضا كعيد ميلاد جبهة التحرير الوطني. وأكد »إن جبهة التحرير الوطني لا تفرق بين ما يضر الجزائر والأفلان كما لا تفرق بين ما ينفع الوطن وما ينفع الجبهة لأنهم من جلدة أولئك الذين ضحوا بأرواحهم وأعطوا ما لم نعطيه نحن، ضحوا بأعمارهم وأبنائهم وأرزاقهم من أجل تحرير البلاد«، مشددا على أن »من استخلفهم يجب أن يدفع ضريبة العرق كما دفع بالأمس من سبقوهم ضريبة الدم، هذه الرسالة التي يبقى الجبهاويون أوفياء لها ومواصلة السير على درب الشهداء سابقا والمجاهدين والمخلصين الذين يبذلون مجهودات من أجل بناء وإعمار الجزائر«، مطالبا من الجميع أن يكتبوا مجد الثورة بأحرف من ذهب. وأضاف الأمين العام للهيئة التنفيذية للأفلان، أن أبناء الجزائر ينبغي عليهم الافتخار ببلدهم ووطنهم وماضيهم وأمجادهم لأن الجزائري كما قال، قهر بالصبر والتضحية أعتى قوة استعمارية عالمية مدعومة بالحلف الأطلسي، مشيرا أنه يسمع من حين لآخر أصواتا منادية تريد الدفع إلى إدارة الظهر للذاكرة وللماضي وللتضحيات، مؤكدا لهؤلاء أن الجزائر على أتم الاستعداد لبناء جسور المصلحة المشتركة البينية، ولكن الجزائريين ليسوا مستعدين كما أكد، للتفريط في الذاكرة الجماعية ولا للمساومة على التضحيات الجسام، بل ينبغي على الفرنسيين الحاليين الاعتذار على ما ارتكبه آباؤهم وأجدادهم من مجازر ضد الشعب الجزائري من تقتيل وطمس لمعالم الشخصية الجزائرية. واسترسل الأمين العام للأفلان قائلا »إن هذه الثورة العملاقة التي نحتفي بعيد ميلادها هي التي صارت قوة للآخرين لدحر ما تبقى من احتلال في إفريقيا وغيرها واستلهمت الكثير من الحركات التحررية في العالم الذي توسم خيرا بالجزائر وبجبهة التحرير الوطني فنالت شعوب استقلالها. على صعيد آخر، قال بلخادم إن المنتخبين على مقربة من المؤتمر التاسع وانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، وكما يعلم الجميع أضاف الأمين العام، قد نصبت اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر وهي تشتغل باستمرار تحضيرا لمشروع أرضية ستثرى بمساهمات المناضلين في القسمات والمحافظات وعندما تقر كمشاريع تمهيدية للهيئات العليا للحزب بالمجلس الوطني والهيئة التنفيذية، ستناقش من جديد على مستوى القواعد قبل أن ترفع إلى المؤتمرات الجهوية قبيل انعقاد المؤتمر التاسع. وعاد بلخادم ليؤكد أن المستعجل الآن هو التحضير لانتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الأمة، مشيرا أن الجميع يعلم أن جبهة التحرير الوطني بفضل الخيرين من الشعب حازت على الأغلبية في كل المجالس الشعبية، مضيفا أنه يعتز بانتمائه لحزب لا يزال يحضى بثقة هذا الشعب الوفي الذي ورث البذرة الخيرة عن الأجداد، وأضاف » لقد تقرر أن لا تكون المفاضلة بين المناضلين إلا ما يرضى به هؤلاء وأن تكون الانتخابات التمهيدية هي الأساس لجمع شمل المنتخبين في الذهاب إلى المرحلة ما بين الانتخابات التمهيدية وانتخاب عضو مجلس الأمة على مستوى الولاية«، مشيرا في سياق متصل إلى أن الأفلان يزخر بخزان من الكفاءات والإطارات، ولهذا أكد بلخادم أنه لا بد من اختيار الأجدر من بين الكفاءات من خلال الذهاب إلى صناديق الاقتراع من أجل تجذير الممارسة الديمقراطية الطريق الصعب لكنه الأسلم حسب تعبيره، بغية تربية الناشئة على طرق الديمقراطية ونبذ الممارسات التي كثيرا ما كانت تتعارض مع المبادئ التي من أجلها قامت جبهة التحرير الوطني. وأكد بلخادم في معرض توجيهاته المتعلقة بكيفية الترشح، أن المنتخبين سيلتقون في جمعية عامة إلا من تعذر حضوره وبإمكانه تفويض أحد زملائه من خلال رسالة مكتوبة موثقة لتمكينه من التصويت، وفي هذه الجمعية ينتخبون أو يزكون لجنة الترشيحات حسب الجو داخل الجمعية العامة، وهذه اللجنة تتلقى الترشيحات لكل من يرغب في ذلك لأن هذا يعتبر كما قال، ترشحا داخليا في جبهة التحرير ثم يأتي بعده الترشح لعضوية مجلس الأمة في مرحلة لاحقة. وأشار في نهاية اللقاء أن جبهة التحرير لها مسؤولياتها باعتبار أنها قادت ثورة التحرير وقادت الإعمار والبناء وهي مجردة من الخطأ، وهذا ما يستدعي تجنب الوقوع في مثل هذه الوضعيات لأن الأفلان كما قال، صاحب مشروع مجتمع ويريد حماية ثوابت الأمة لإعلاء كلمة وصون وحدة الجزائر شعبا وترابا ورقيها للمراتب العليا، معتبرا أن جبهة التحرير الوطني حائزة على أغلبية المقاعد في المجالس الشعبية محليا ووطنيا وينبغي الفوز بأغلبية مقاعد مجلس الأمة لتتواصل مسيرة التنمية الشاملة للبلاد.