تضمنت قائمة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني التي ارتفع عدد أعضائها إلى 489 عضو مزيجا فريدا لا يوجد في باقي الأحزاب السياسية فحضرت الخبرة والنضال الطويل وطعمت بكفاءات شابة، فيما سجل حضور نسوي كبير بلغ نحو 140 امرأة وذلك لأول مرة، في الوقت الذي غابت وجوه عمرت طويلا بعد أن جاءت إطارات سامية في الدولة بينهم وزراء في حكومة سلال الرابعة، وهو ما يجسد »التجديد والتشبيب« الذي اختير شعارا للمؤتمر العاشر. في قراءة أولية لقائمة اللجنة المركزية للأفلان التي تم انتخابها في ختام المؤتمر العاشر الذي اختتمت أشغاله قبل يومين بالقاعة البيضاوية، والمرتقب الإعلان عنها رسميا في الأيام القليلة القادمة نجد أكثر من دلالة، كونها تشكل »فسيفساء« نادرة كونها تضم مختلف شرائح المجمتع، إطارات سامية بالدولة، شباب، نساء، مجاهدين وغيرهم، وهو ما يؤكد مكانة حزب جبهة التحرير الوطني في الساحة السياسية وتفتحه على كل مكونات المجتمع الجزائري. وبذلك يكون الأفلان قد كرس الشعار الذي اختير للمؤتمر العاشر ويتعلق الأمر ب »التجديد والتشبيب« من منطلق ضرورة مد جسور التواصل ما بين الأجيال، حيث حرص الأمين العام للحزب عمار سعداني في كل المناسبات واللقاءات التي جمعته سواء مع إطارات الحزب أو مع القاعدة النضالية على ضرورة فتح الباب أمام الشباب والمرأة بهدف بعث نفس جديد في أقوى حزب سياسي بالبلاد. وما يستشف من خلال القائمة الأولية التي أحدث فيها الأمين العام عمار سعداني ثورة حقيقة بعد أن تم رفع عدد أعضائها إلى 505 عضو مغادرة العديد من الوجوه التي عمرت طويلا، فيما تم تسجيل عودة بعض الإطارات السابقة والتي كانت محسوبة على حزب جبهة التحرير الوطني في صورة وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار. وبالإضافة إلى ذلك تم تسجيل حضور قوي لوزراء حكومة عبد المالك سلال حيث ورد في قائمة أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني التي صادق عليها المؤتمرون ووزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد القادر قاضي، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل. وكان الأمين العام للأفلان عمار سعداني قد أكد أن المؤتمر تمكن من جمع أكبر عدد من المناضلين وتم فتح الباب على مصراعيه أمام الإطارات، المجاهدين، الشباب والمرأة للمساهمة في هذا المؤتمر، حيث قال في ذات الشأن أن »إرضاء الناس غاية لا تدرك وأن الذي يدرك هو النضال المتواصل«، مع الإشارة إلى أن اختيار أعضاء اللجنة المركزية قد تم من طرف مندوبي المؤتمر العاشر. وتعتبر اللجنة المركزية بمثابة العمود الفقري المهيكل لحزب جبهة التحرير الوطني وقد أولاها القانون الأساسي الذي صادق عليها مندبو المؤتمر العاشر صلاحيات واسعة حيث أنها هي من تنتخب الأمين العام لمدة خمسة وسنوات. وأوضح القانون الأساسي الذي تمت المصادقة عليه أن اللجنة المركزية تتشكل من 455 إلى 505 عضوا ينتخبون من طرف المؤتمر. ويشترط أن يتوفر المناضل - حسب القانون- على عشر سنوات أقدمية في الحزب حتى يتمكن من الترشح لعضوية هذه الهيئة. كما أكد القانون أن مسألة الترشح ممثل الحزب لمنصب رئيس الجمهورية هو من صلاحيات اللجنة المركزية وحدها.
وأشارت المادة 35 من القانون الأساسي أنه في حالة شغور منصب الأمين العام للحزب تستند مهمة تسيير الحزب بالنيابة إلى عضو للجنة المركزية , الأكبر سنا ,على أن تعقد دورة استثنائية للجنة في آجال أقصاها 30 يوما لانتخاب الأمين العام الجديد. كما نص القانون على أن اللجنة المركزية للحزب تجتمع في دورة عادية مرة واحدة في السنة وفي دورة استثنائية بدعوة من الأمين العام أو ثلثي أعضاء اللجنة المركزية.