أبدى السفير الجزائري في الأردن محمد بوروبة حرص الجزائر ، على إبقاء دعمها لفلسطين بعيدا عن الإعلام، واعتبر القضية الفلسطينية غير قابلة للتفاوض، مبرزا موقفها الثابت فيما يجري ببعض الدول العربية تحت غطاء ما يسمى ب"الربيع العربي". أبرز ممثل الجزائر في الأردن لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش الاحتفال بيوم أفريقيا الذي استضافته السفارة الجزائرية، الخميس الماضي، المواقف الجزائرية الثابتة المستمدة من مبادئ راسخة في الدبلوماسية الجزائرية وفي سياسة الجزائر الخارجية ، لاسيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولا تقبل بأي تدخل في شئونها مهما كان«، مبديا مساندة الجزائر للحلول سياسية سلمية عن طريق الحوار، مستدلا بالمسعى الجزائري لتسوية الأزمة الليبية ، مشيرا إلى احتضان الجزائر للجولة الثالثة من الحوار الليبي - الليبي تحت إشراف ممثل الأممالمتحدة المكلف بليبيا وبمساعدة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية" وفيما يتعلق بدور الجزائر تجاه القضية الفلسطينية، اعتبر السفير الجزائري أن القضية الفلسطينية مركزية غير قابلة للتفاوض، وأكد وقوف الجزائر مع فلسطين في كل الظروف، وأضاف »مازلنا متمسكين بالجملة الشهيرة وهي أننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة«، قائلا »نحن نساند فلسطين والأخوة الفلسطينيون هم أدرى بهذا من غيرهم ، ويعلمون ما تقدمه الجزائر ونحاول قدر المستطاع أن لا تخرج المعلومات للإعلام ؛ لأن هذا واجب وفرض ولا نسعى للتعريف به حتى لا يقال أنها »منة«. وأضاف السفير أن »الدولة الفلسطينية آتية لا محالة مهما قصر الزمان أو طال ، ونحن في الجزائر أدرى بهذه الإشكالية لأننا البلد العربي الوحيد مع فلسطين الذي عانى من الاستعمار الاستيطاني ؛ إلا أننا بفضل الشعب الجزائري وتجنيده وثورتنا التحريرية الكبرى استطعنا أن نحرر بلادنا بأنفسنا بدون تدخل أجنبي«، وذكر بالثمن الباهض من أجل تحرير الجزائر، مؤكدا أنها »أصبحت من كبريات الدول في العالم ولها وزنها وثقلها ويطلب رأيها وتستشار في كل القضايا الإقليمية والدولية«، وبخصوص الأزمة السورية، أبرز بوروبة الموقف والطرح الجزائر الثابت، وقال إنه »لا يتغير من بلد إلى آخر ، فالجزائر حسبه» تسعى إلى إيجاد حلول بين الأطراف الداخلية المتنازعة بدون أي ضغط أجنبي«، وشدّد على أن مشاكل سوريا لن يحلها إلا السوريين أنفسهم، واعتبر أن»المشكلة باتت أكثر تعقيدا بسبب التدخل الأجنبي ، مؤكدا أن ما يحدث في سوريا لا يخدم السوريين ولا الشعب السوري ، بل هو تدمير لسوريا«. وفيما يتعلق بالعراق، رأى بوروبة أن »مشكلة العراق لن يحلها إلا جميع العراقيين بدون تصنيفات مذهبية أو طائفية أو عرقية لأن هذا لا يخدم الوحدة في هذا البلد«، وأضاف أن »الجزائر تساعد وتسعى إلى مساعدة الشعبين السوري والعراقي لإيجاد حلول فيما بينهما وذلك عن طريق الحوار بعيدا عن العنف وبدون أي تدخل أجنبي« ، وذكر بمعاناة الجزائر مع الإرهاب والمقاربة التي اعتمدتها للقضاء عليه، مؤكدا أنه تم تبني مقاربة أمنية، دينية، ،تعليمية ، ثقافية وتربوية. وقال السفير الجزائري أن البلاد أصبحت مستقرة أمنيا ، لدرجة أنها تحاول تصدير الأمن والاستقرار في الدول المجاورة مثل ما فعلت في مالي«، مضيفا » أنه وبفضل جهود الجزائر التي قادت الوساطة الدولية تم التوقيع قبل 20 يوما في باماكو على اتفاق نهائي للسلم والمصالحة وهذا ما نسعى إلى إتباعه مع الإخوة في لييبا وفي كل الدول التي تشهد مثل هذا التوتر«.. وتعقيبا على أفعال تنظيم ما يسمى ب »داعش« والحرب التي يشنها التحالف الدولي ضده..قال السفير الجزائري إن التدخل الدولي يزيد الأمور تعقيدا ؛ لأنه يعطي تبريرا للإسلاميين مثل داعش وغيرها بأن يجندوا عددا أكبر في محاولة لاحتلال بلد الإسلام«، ونبه إلى أن التدخل الأجنبي يعقد المشكلة أكثر مما يساعد في حلها وستزاد تعقيدا إذا استمر هذا التدخل، لأن الحل لن يكون إلا عن طريق أبناء البلد الذي يعاني من الإرهاب..متسائلا »منذ أكثر من سنة أود أن أعرف ما هي النتائج التي توصل إليها التحالف الدولي لمحاربة داعش؟. وقيم بوروبة العلاقات الإفريقية ايجابيا ووصفها ب» المتميزة« ، ورأى أنها »تحتاج مثل أي عمل بشري إلى تطوير وتحسين في كل المراحل التي تفرضها الظروف والمعطيات المستجدة على الساحة برئاسة الاتحاد الإفريقي، مستدلا على تحسن الأداء من طرف الأفارقة بوضع آليات تسمح لهم بحل مشاكلهم بآليات أفريقية وفي إطار فريقي بحت دون أي تدخل خارج القارة ، واعتبر ذلك إنجازا كبيرا جدا ، لأنه قبل عقد أو عقدين كانت العلاقات والإشكاليات الأفريقية تحل من أطراف أجنبية خارجية على حد تعبيره. وحول الاحتفال بيوم أفريقيا وتركيزه هذا العام على تمكين المرأة..قال بوروبة إن »ن هذا يعد دليلا على اهتمام القادة الأفارقة بالمرأة وتطوير أدائها ودورها في المجتمعات الأفريقية«،ونوه بوضع المرأة في القارة تحسن بصورة كبيرة قياسا بالسنوات الماضية. ودافع عن المكاسب التي حققتها المرة في الجزائر ، وقال إنها »مدللة« في بلادها ، و أضاف أنه في أغلب الحالات تواجدها بات يفوق تواجد الرجل ، مشيرا إلى عدد النساء المتواجدات في البرلمان، وأكد أن الجزائر تنافس دول أوروبا، مبرزا ولوج عدد كبير للنساء في الحكومة وفي السلك الدبلوماسي والقضاء والإدارة والطب«.