حل أمس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في زيارة عمل وصداقة دامت بضع ساعات، ووصفت ب»المفيدة« لكلا البلدين، وأكد هولاند في تصريح أدلى به فور وصوله مطار الجزائر الدولي حيث كان في استقباله رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة، أنه عمل كثيرا خلال الأشهر الماضية مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل تحقيق المزيد من التقارب بين البلدين في مختلف المجالات، كما أشاد بالعمل المنجز من طرف الجزائر في مجال استتباب السلم في مالي. شدد رئيس الفرنسي في أول تصريح له عقب وصوله أمس إلى الجزائر في زيارة عمل وصداقة لن تستغرق أكثر من نصف يوم على حرصه على تعزيز العلاقات مع الجزائر والعمل من أجل تحقيق المزيد من التقارب بين البلدين في مختلف المجالات ولمح هولاند إلى الانسجام الموجود بينه وبين الرئيس بوتفليقة حول ملف تعميق الحوار والتشاور السياسي بين الجزائر وباريس وتوثيق العلاقات الثنائية والارتقاء بها للوصول إلى شراكة استثنائية، حيث قال ضمن السياق »لقد عملنا كثيرا أنا وبوتفليقة خلال الأشهر الماضية من أجل تحقيق المزيد من التقارب بين البلدين والوفاء بالالتزامات التي تعهدنا بها«. وبعد ثلاث سنوات من آخر زيارة له للجزائر، أشار هولاند الذي حل مساء أمس بالجزائر مرفوقا بعدد من الوزراء والبرلمانيين ورجال أعمال، إلى الطابع الاقتصادي والسياسي الذي تكتسيه زيارته للجزائر، بقوله» إن هذه الزيارة الثانية التي أقوم بها إلى الجزائر ستشكل فرصة لتعميق العلاقات الثنائية في مختلف الميادين«. من جهة أخرى، وأمام إلحاح الصحافة، أثار هولاند بشكل مقتضب ومبهم ملف الذاكرة الاعتراف الذي ما زال يعرقل مسار العلاقات بين البلدين، حيث قال »أولا لا يجب أن ننسى أي شيء من التاريخ وأن نقوم بعمل الذاكرة هذا والتوجه في نفس الوقت نحو المستقبل«. ويبدو أن الملفات ذات البعد الإقليمي والدولي ذات الاهتمام المشترك ستلقي بثقلها في المحادثات التي سيجريها هولاند مع الرئيس بوتفليقة، وضمن هذا السياق أشاد الرئيس الفرنسي بالعمل المنجز من طرف الجزائر لاسيما في مجال استتباب السلم في مالي، حيث قال هولاند » أحيي العمل الذي قامت به السلطات الجزائرية لاسيما بخصوص السلم في مالي«، مشيرا إلى الكفاح المشترك ضد الإرهاب. وفي هذا الصدد أعرب هولاند عن امتنانه للحكومة الجزائرية التي »بذلت كل ما في وسعها لإيجاد مرتكبي عملية اغتيال هيرفي غورديل« الرعية الفرنسي الذي اغتيل من طرف جماعة إرهابية خلال السنة الماضية في منطقة جبلية تقع بين البويرة وتيزي وزو. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد حل بعد ظهر أمس بالجزائر في إطار زيارة صداقة وعمل بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقد استقبل الرئيس هولاند لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي من قبل رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة. "التاريخ كان أليما ولكن بإمكاننا المضي قدما في علاقاتنا الثنائية" أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، أن الجزائروفرنسا بحاجة إلى عمل مشترك بالنظر إلى الوضع الأمني السائد في منطقة الساحل. وفي تصريح للصحافة أكد رئيس الدولة الفرنسي الذي انحنى على أرواح شهداء الثورة بمقام الشهيد قائلا »بالنظر إلى ما نعيشه لا سيما الوضع الأمني بالساحل نحن بحاجة إلى عمل مشترك«. وأوضح هولاند أن هذا هو المغزى من زيارته إلى الجزائر بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي والثقافي. وأضاف يقول "مع الرئيس بوتفليقة أقمنا علاقة ثقة ونصائحه وتصوره للأمور بالغة الأهمية". وبخصوص مسألة الذاكرة أشار الرئيس هولاند إلى أن الشعبين الجزائري والفرنسي يربطهما التاريخ معتبرا بأن »هذا التاريخ كان أليما ولكن اليوم بإمكاننا المضي قدما في علاقاتنا الثنائية«. وقال »لقد قمنا بتهدئة عدة أمور خلال زيارة الدولة التي قمت بها (ديسمبر 2012) واليوم تربطنا شراكة حقيقية تم من خلالها تحقيق عدة مشاريع إلى جانب شراكات لنتوجه معا نحو إفريقيا«، كما أشاد هولاند بالجزائر لمساهمتها في إنجاح الندوة الدولية حول المناخ المقررة في ديسمبر المقبل بباريس. فرنسا تأمل في تطوير شراكتها الاقتصادية أكثر مع الجزائر" صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، أن فرنسا هي الشريك الاقتصادي الأول للجزائر معربا عن أمله في أن تتطور هذه الشراكة أكثر. ولدى وصوله إلى مطار هواري بومدين صرح هولاند يقول »أذكر أن فرنسا هي أول شريك اقتصادي وتعتزم أن تبقى كذلك بل وأن تعزز وجودها أكثر علما أن مؤسسات هامة متواجدة بالجزائر على غرار رينو وسانوفي وألستون وقريبا بيجو«. في نفس الخصوص أوضح الرئيس الفرنسي أن هدف هذه المؤسسات يكمن في »تطوير التشغيل بالجزائروفرنسا لاسيما لصالح الشباب الجزائري«. وإذ أعرب عن أمله في الالتقاء خلال زيارة العمل التي يقوم بها بالشركاء الاقتصاديين الذين يرغبون في العمل مع فرنسا فقد أعرب هولاند عن الإرادة في تسهيل تنقل المواطنين والمتعاملين الاقتصاديين بين البلدين. كما تابع يقول "لقد أظهرنا أننا قادرون على ذلك لاسيما من خلال منح التأشيرة. تلكم هي أهم المواضيع التي تجسد أهمية هذه الزيارة و آفاق العلاقة فرنسا-الجزائر"