جدّد النظام المغربي تحامله على الجزائر، وهذه المرة على لسان وزير خارجيته الذي شن هجوما عنيفا عليها من خلال التصريحات الخطيرة التي أطلقها على خلفية القرارات التي تم استصدارها خلال القمة ال 25 للاتحاد الإفريقي المنعقدة الأسبوع الماضي بجنوب إفريقيا، التي أيدت حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأدانت في نفس الانتهاكات المغربية. شن النظام المغربي هجوما عنيفا على الجزائر لدورها في استصدار القمة الأفريقية، التي عقدت الأسبوع الماضي في جنوب أفريقيا، وذلك على خلفية القرارات التي تم استصدراها، حيث تجاوز وزير الخارجية المغربي كل الخطوط الحمراء وأدلى بتصريحات خطيرة في حق الجزائر والاتحاد الإفريقي، في خرجة ليست بالجديدة كلما أحس النظام المغربي بدنو ساعة حل القضية الصحراوية. وقال وزير الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، إن »العالم تابع مهزلة خلال القمة ال25 للاتحاد الأفريقي، يقف وراءها جار، يقصد بها الجزائر، تعرض لانتكاسات دبلوماسية حول قضية الصحراء«، غير أن الواقع يقول عكس ذلك، من منطلق أن الجزائر تدافع عن قضية عادلة، وقد حققت نجاحات دبلوماسية كبيرة فيها، حيث أن الكثير من الدول الإفريقية اعترفت بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ولأن القمة ال 25 للاتحاد الإفريقي المنعقدة الأسبوع الماضي قد خرجت بنتائج في صالح القضية الصحراوية بعد أن تم استصدار قرارات ضد المغرب ومؤيدة لجبهة البوليساريو لم يجد المغرب سوى الجزائر لينفث فيها سموم العداء لا لشيء سوى لأنها تدافع عن القضايا العادلة وأضحت تحقق نجاحات دبلوماسية كبيرة، فيما أضحت قبلة زعماء الدول الإفريقية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة نظام المخزن، حيث أن الوفد الجزائر المشارك في تلك القمة وعلى رأسه عبد الوزير الأول عبد المالك، لم بقل سوى الحقيقة ويسمى الأمور بمسمايتها بعد أن وصف الوجود المغربي في الصحراء الغربية ب«الاستعمار» الذي يجب تصفيته لأنه »ويلات استعمار من عصر ولى". ولا تعد هذه المرة الأولى التي يستعرض فيها نظام المخزن عضلاته في وجه الجزائر، بل له سوابق عدة كل ما تعلق الأمر بمحطة من محطات الدفاع عن الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، حيث أن المغرب وجه سهامه أيضا إلى الاتحاد الإفريقي الذي ليس هو عضوا فيه بسبب القضية الصحراوية، حيث استغل المغرب فرصة زيارة احد مسؤولي الدول الإفريقية ليتحامل مجددا على الجزائر. وتجاوز وزير الخارجية المغربي كل الأعراف الدبلوماسية حين وصف الجزائر ب»المحرضة« حين قال "القرارات المثيرة للجدل وغير المتوافق بشأنها، التي فرضت على القارة بجوهانسبورغ من طرف حفنة من المحرضين لا قيمة لها. فالمغرب بلد هادئ وسيظل كذلك لأننا واثقون من حقوقنا ومشروعية قضيتنا«. متناسيا أن الجزائر بلد كبير وقوي لها مبادئ لم تحد عنها يوما وهي نصرة القضايا العادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول لأن هذا هو منهجها التي تسير وفقه منذ أن دحرت الاستعمار الفرنسي.