انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة التقاط صور السيلفي، في مختلف الأماكن ونشرها وتداولها على موقع الفايسبوك، وتمادت إلى الأعمال الخيرية في شهر رمضان، والتي لقيت استياء خصوصا من قبل المحتاجين والمعوزين الذين يستفيدون من الإعانات المختلفة والذين يلحق بهم الأذى بعد نشر صورهم. تقوم عدّة جمعيات بوهران، بأعمال خيرية تضامنية مكثفة خلال الشهر الفضيل، منها توزيع قفّة رمضان، وكسوة العيد والإفطار الجماعي مع العجزة والمرضى، وتقديم وجبات إفطار للمتشردين والسائقين بالطرقات وتنشيط جلسات للذكر وأخرى للترفيه، وهي أعمال لقيت تجاوبا كبيرا واستحسانا من قبل الوهرانيين، نظرا للتكافل الذي تجنيه والمساعدات التي تحظى بها العائلات والأفراد في شهر الصيام، لكنّ الملاحظ أنّ عدّة أشخاص يتعمّدون التقاط صور سيلفي مع أيّ عمل يقومون به وفي كلّ الأماكن، وينشرونها على الموقع الاجتماعي الفايسبوك ومواقع أخرى، مع إدراج تعليقات تتضمن الدعاء بالقبول أو إشارة إلى نوعية العمل التضامني ولفائدة من أو الدعوة التشجيعية إلى الانخراط في الأعمال الخيرية وتقديم المساعدات والتحفيز على ذلك. هذا الأمر أضحى يثير استغراب عدّة أشخاص، يعتبرون أنّ التقاط هذه الصور ونشرها ضرب من الرياء والاستعراض وخدمة المصالح الشخصية باسم العمل الخيري، إلى درجة أنّ هذه الصور أصبحت مثارا للسخرية، إذ يردّد الوهرانيون أنّه كان سابقا يقال: دير الخير وانساه واليوم دير الخير وتصوّر معاه، والأسوأ أنّ صور المستفيدين من الإعانات ومختلف أنواع المساعدات تعرض هي الأخرى عن قصد أو عن غير قصد رفقة فاعلي الخير المهووسين بالتقاط صور سيلفي، ممّا يؤدّي إلى تضرّرهم من التشهير بهم وبحالتهم. الأمر الذي دفع إلى الكثير من الناشطين في الحركة الجمعوية إلى التنبيه إلى مثل هذه التجاوزات، والحرص على محو صور المستفيدين. فيما يرى بعض الناشطين في الجمعيات أنّ ذلك يدخل في إطار حثّ المواطنين على توسيع العملية التضامنية والمشاركة فيها وإنجاحها، نظرا لأنّ الفايسبوك أصبح أكثر وسيلة للتواصل والأقرب إليهم للتفاعل بمختلف الطرق، إضافة إلى إذكاء روح التنافس ما بين الجمعيات وبعث العمل التطوعي للوصول لأكبر استفادة ممكنة.