شكلت النشاطات الخيرية المتعددة الأشكال التي تبادر بها الجمعيات الناشطة في المجال طيلة هذه الأيام الأخيرة أبرز مظاهر التكافل الإجتماعي التي تطغى على مشهد التحضير لاستقبال شهر رمضان المعظم بولاية الأغواط كما لوحظ. ففي هذا الإطار أطلقت مجموعة ناس الخير حملة لجمع تبرعات المحسنين لمختلف أنواع المواد الغذائية عن طريق وضع سلال داخل المحلات التجارية ليتم لاحقا تحصيل كافة المساعدات. وتعتزم ذات المجموعة وفضلا عن تقديم الإعانات للفقراء والمعوزين إعداد وجبات ساخنة وإيصالها لمستحقيها واستحداث نقاط ثابتة لإفطار عابري السبيل كما ذكرت لوأج عضوة المجموعة نورة بوداوي. وعلى نفس المنوال تسير مجموعات أخرى ومنها أيادي الخير وجمعيات اجتماعية محلية من خلال تكثيف برامجها التضامنية في مشهد يجسد مبدأ التنافس على فعل الخير. وتستعمل هذه الجمعيات والمجموعات الخيرية أثناء حملاتها للحث على التكافل وتكريس التعاون بين الأفراد عدة وسائل في مقدمتها شبكات التواصل الإجتماعي وإذاعة الجزائر من الأغواط كما أوضح أصحاب هذه المبادرات الخيرية . وبرأي عضوة مجموعة ناس الخير فإن إقبال الشباب على هكذا مبادرات وتفاعله معها "يعكس مستوى الوعي والإدراك بالمسؤولية الإجتماعية التي تتحلى بها هذه الفئة وسعيها الدائم للحفاظ على قيم التماسك والتكاتف". ولم يقتصر العمل الخيري لشباب ولاية الأغواط على الوقوف إلى جانب المواطنين من ذوي الدخل الضعيف بل تعداه إلى إطلاق حملات واسعة لتنظيف المساجد وتهيئة الفضاءات المحيطة بها. وتسجل الذاكرة الجماعية لدى سكان الأغواط الكثير من العادات التي تسترجع أساسا مع حلول الشهر الفضيل على غرار عادة " الذويقة " المتمثلة في تبادل الجيران قبيل موعد الإفطار لما يتم طهيه في كل بيت. جدير بالذكر أنه وبالموازاة مع الأغلفة المالية المرصودة من طرف السلطات المحلية لاقتناء طرود المواد الغذائية لشهر رمضان المعظم الموجهة لفائدة المعوزين والتي فاقت هذه السنة 124 مليون دج فإنه يسجل عديد المبادرات الخيرية والمساهمات المعتبرة من طرف المحسنين.