ثمّن مجلس اعيان وادي ميزاب، المجهودات التي تبذلها السلطات العليا للبلاد لإرساء دعائم الاستقرار والوئام لطيّ صفحة المأساة الوطنية التي شهدتها غرداية »الجريحة والمكلومة«، مشيرا إلى أنّ هياكله العرفية سهرت دوما على الدّفاع عن الوطن من خلال تأطير شبابها ومجتمعها بعيدا عن كلّ أفكار التطرف والعنف أو روح الاتّكالية بالاعتماد فقط على ميزانيات الدولة وبرامجها، ودعا المجلس إلى إعمال الفكر والعقل في استخلاص الدروس والعبر من أحداث غرداية واقترح 6 حلول قال إنها ناجعة للقضاء على مثل هذه الفتن، ومنها ايجاد حلول لتراكمات اجتماعية، محاربة الشائعات والفكر التكفيري والمتربّصون بالجزائر عن طريق الاعلام المغرض. أمام خطورة الأوضاع التي عاشتها ولاية غرداية طيلة عامين من أحداث دموية مأساوية كارثية، وبعد قراءة متأنية وهادئة للأحداث، وما تلاه من إجراءات رسمية وحلول وخطوات على ارض الميدان، أصدر مجلس الشيخ باعبد الرحمان الكرثي الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب بيانا تسلمت »صوت الأحرار« نسخة منه، أمس، شرّح فيه أزمة غرداية التي امتدّت طيلة عامين، ووضع ستّة حلول لاجتثاثها من جذورها، بداءا من دعوته بعض وسائل الاعلام العمومية والخاصّة إلى تحرّي الحقيقة قبل نشر أو إيذاع أخبار تخصّ ازمة غرداية، مشيرا إلى أنّ »الكثير منها يفتقد للمصداقية إما بسبب جهل لحقيقة الأحداث أو نقص في المعلومات وإما بفعل ترويج معلومات خاطئة عمدا، تزويرا لحقائق تاريخية ووقائع ميدانية«. فتنة أسقطت 40 ضحية وكبّدت خسائر بالملايير المجلس وجه نداءه إلى »الاعلاميين النزهاء والشرفاء«، ودعاهم إلى التساؤل »من المسؤول عن كلّ ما جرى في غرداية بالذّات، ومن المستفيد؟، ومن يقف وراء عامين من عمر أزمة كانت كافية لإزهاق أرواح ما يفوق الأربعين ضحية دون الحديث عن الجرحى وإعاقة المئات من الأشخاص، وكانت كافية أيضا لتهجير أحياء كاملة من ساكنيها، وكذا تسجيل خسائر مادية كبيرة قدّرت بآلاف الملايير«، فبالاضافة إلى نهب البيوت والمحلات التجارية والمزارع وتخريبها وحرقها وهدمها والاعتداءات المتكررة على المساجد والمدارس والمعاهد القرآنية، وحرق الأبرياء أحياء بإضرام النار في أجسادهم، فإن ايادي الغدر من ارهابيين ومجرمين وشباب غرّر بهم، لم تراع فينا إلا ولا ذمّة، يضيف البيان، فلا حرمة المساجد سلمت ولا المعالم الأثرية والتاريخية، والأدهى والأمرّ من ذلك كله نبش القبور والعبث برفات الموتى. رفض للتدخل الأجنبي واشادة بالقرارات السياسية المتّخذة ثمّن مجلس اعيان وادي ميزاب، المجهودات التي تبذلها السلطات العليا للبلاد لإرساء دعائم الاستقرار والوئام لطيّ صفحة المأساة الوطنية تدعو الجميع لتثمين هذه السياسات، »فبعد أن بات الوضع قاب قوسين أو أدنى من تهديد أمن الجزائر، وزعزعة استقرارها بدأنا نلمس الارادة السياسية الفعلية والقوية للدولة من أجل احتواء الأزمة، ووضع حدّ لهذه الفتنة، خاصّة بعد القرارات الهامة، التي نثمنها عاليا بالمناسبة، المتوّجة للاجتماع الطارئ الذي ترأّسه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والمخصص لأزمة غرداية«. المجلس أعلن تجديد» الثقة الكاملة، غير القابلة للنقاش، في السلطة الجزائرية من خلال أجهزتها لحلّ أزمة غرداية« رافضا دعاوي البعض لحلّ الأزمة عن طريق تدخّل أجنبي، تلك التصريحات التي تتحدّث عن تمويل ودعم لدولة شقيقة لأعمال العنف في غرداية، وتختزل أسباب الفتنة في شخص واحد، مؤكّدا أنّ »وحدة الوطن واستقرار البلاد خطّ أحمر، ولا نقبل بتاتا المزايدات في القيم الوطنية، ولا ننتظر درسا من أحد في الوطنية، وفي الدّفاع عن الوحدة والاستماتة في سبيل أمن واستقرار البلاد، هذه المبادئ التي نشأنا وتربّينا عليها نحن المزابيون، بفضل مدارسنا الحرّة وهيئاتنا العرفية، التي قدّمت للجزائر علماء فطاحل كالشيخ أطفيش والشيخ بيوض..ومجاهدين وشهداء أبرار كشاعر الثورة مفدي زكريا ورائد الصحافة الوطنية الشيخ أبي اليقظان والشاعر صالح خرفي، والدكتورين قضي بكير وترشين ابراهيم ومريم عبد العزيز وغيرهم من الشهداء كثير«. مجلس أعيان وادي ميزاب، أكّد أنّ هياكله العرفية سهرت دوما على الدّفاع عن الوطن من خلال تأطير شبابها ومجتمعها بعيدا عن روح الاتّكالية والاعتماد فقط على ميزانيات الدولة وبرامجها، »فأنشأت شبابا عاملا مثقّفا وواعيا، وساهم في التنمية في كل ربوع الوطن، من خلال مؤسسات ومشاريع اقتصادية ناجحة، وبعيدا عن كلّ أفكار التطرف والعنف، وتجلّى هذا خلال العشرية السوداء فلم تسجّل الجزائر ارهابيا واحدا ميزابيا، رغم ما عانيناه، على غرار كل الشعب الجزائري، من ويلات الارهاب المقيت وسقوط عشرا الضحايا من أبنائنا«. بيان المجلس ذكّر بدور مجالس الأعيان والهياكل العرفية خلال الأزمة من خلال سلسلة البيانات الصادرة عن مجلسي الشيخ عمي سعيد والشيخ باعبد الرحمن الكرثي، منذ انطلاق الأزمة شأنها شأن البيانات الصادرة عن مجالس أعيان القصور السبعة »كلها بيانات للتهدئة ونبذ الفرقة والعصبية واتفاء الفتنة« بيانات فيها تحذير من أبعاد هذه الأزمة التي تهدد أمن كلّ الجزائر، وتستهدف استقرار الجزائر، وفي ذات السياق دعا وسائل الاعلام إلى مقارنتها بالبيانات الصادرة عن مجالس أخرى، وجهات أخرى »وما تحمله من اتهامات خطيرة ودعوات ضمنية للفوضى والعنف«. في ذات الاطار شدّد المجلس على رفض أعيان وادي ميزاب وأبناء المجتمع المزابي، قطعا المساس أو الاساءة لهيئاته ومؤسساته العرفية، »التي سهرت ولا تزال على وأد الفتنة، وطالبت مرارا بضرورة التطبيق الصارم لقوانين الجمهورية، ومعاقبة كلّ المحرّضين والمتسببين في الأزمة أيا كان انتماؤهم ودرجتهم الاجتماعية والسياسية«، كما »لم يعد مسموحا ما تقوم به بعض الأقلام الصحفية والقنوات التلفزيونية المغرضة من كيل للتهم للمجتمع المزابي وبالمقابل لم يصدر أيّ موقف أو بيان من الطرف الآخر يحمل المسؤولية ولو استنكارا لتصرفات أبنائه، ممن امتهن الارهاب وممن ساهم في تأجيج الفتنة وحرض على القتل والعنف«. الاسراع في معاقبة كلّ المتسبّبين في الأزمة وفي ذكره للحلول التي قال إنها ستعمل على استقرار غرداية، طالب المجلس بالاسراع في معاقبة كل المتسبّبين في الأزمة » حتى يطمئن سكان غرداية أن العدالة ستطال الجميع، ولا يستثنى من العقاب من كانت له يد في الأحداث، حتى لا يدفع بعض المغرّر بهم المعتقلين في السجون ضريبة قاسية بينما يفلت من العقاب كبار المحرضين الحقيقيين والمعروفين كذلك«، كما طالب بشدّة الأجهزة الامنية بتفعيل قانون مكافحة الجريمة الالكترونية، »وكلنا ثقة في الكفاءة العالية لأجهزتنا الأمنية ووسائلها المتطورة، من أجل توقيف اشخاص ظلّوا يحرّضون علنا وبلا تردّد على قتل الميزابيين الاباضيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لقد حرّضوا جهارا نهارا على القتل والحرق، وخونوا وكفروا إخوانا لهم في الدين والوطن، كما استباحوا أموالهم وأعراضهم، بالاستناد إلى فتاوى تكفيرية«. المجلس ذكر انّ من المحرّضين من تخفّى وراء أسماء مستعارة في الفايسبوك والتويتر، وصفحات لنشر الكراهية والأحقاد تحمل مسميات على غرار مالكية نيوز، News HD Thenia ، hd ghardaia وغيرها كثير، وأنّ هناك ارشيف كامل من التصريحات ومقاطع الفيديو والصفحات التي تدين هؤلاء المحرّضين، كما أدان بشدّة ما يصدر عن من اسماهم »اشباه بعض المؤلفين لكتب ومقالات«، تحمل شهادات ووقائع تاريخية مزوّرة ومغالطات وتلفيقات تسيء لتاريخ ثورتنا المظفّرة، وهذا ب»التّشكيك في وطنية الميزابيين وتخوينهم متجاهلين بطولات مجاهدين أفذاذ ضحّوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال هذا الوطن الغالي« وطالب بضرورة استصدار قوانين صارمة تحمي التاريخ والذاكرة الوطنية.