يفتتح البرلمان بغرفتيه اليوم دورته الخريفية، في ظل مرور الجزائر بوضع اقتصادي وسياسي مشحون بسبب الأزمة المالية، بعد تراجع أسعار النفط، وتعاطي المعارضة مع الاقتراحات التي قدمتها الحكومة للخروج من هذه الأزمة بسلام، وتتضمن هذه الدورة عدة مشاريع قوانين، على غرار قانون المالية لسنة 2016 ، كما سيخيم ملف الدستور على أجندة البرلمان بغرفتيه، خاصة وأن كل التوقعات تقول أن تمرير الدستور سيكون خلال هذه الدورة . يتم خلال هذه الدورة مناقشة عدة مشاريع قوانين أهمها قانون البحث العلمي، مشروع القانون التجاري، مشروع قانون المحضر القضائي، مشروع قانون الصحة، ومشروع قانون الصفقات العمومية والمصادقة على قانون المالية التكميلي لسنة 2015 الذي نوقش خلال اجتماع المجلس الوزاري الأخير . وكان رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد جميعي قد أكد المجموعة البرلمانية للأفلان في المجلس الشعبي الوطني، بكل نوابها مستعدة أتم الاستعداد وتملك كل الإرادة للاضطلاع بمهامها بأسمى معايير النجاعة، وكل النواب على وعي أن هذه الدورة فيها الكثير من المحطات الهامة في التسطير لمستقبل الجزائر، أولها قانون المالية 2016 الذي يعد الركيزة الأساسية لكل القطاعات، وسياسيا وانطلاقا من كون الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني والأفلان هما سند ودعم لبرنامج رئيس الجمهورية فهي كذلك مستعدة لإنجاح مبادرة تعديل الدستور الذي تعهد به رئيس الجمهورية كيفما كان، سواء طرح على مستوى البرلمان أو قرر فيه استفتاء شعبي، فالأفلان ومجموعته البرلمانية مستعد في هذه الحالة لتحريك قواعدها المنتشرة عبر ربوع الجزائر لإنجاح عملية تعديل دستور الجزائر . وفي سياق متصل قررت المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية في بيان لها أمس، مقاطعة افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية، وأوضح الأفافاس أن نوابه لن يشاركوا في افتتاح الدورة، نظرا لكون البرلمان في الجزائر أصبح غرفة للتسجيل وغير قادر على ممارسة مهامه . ابرز الأفافاس أنه في وقت تظهر علامات أزمة اقتصادية خطيرة فإن النواب ليسوا قادرين على مراقبة عمل الحكومة، وفي المقابل تستمر السلطة التنفيذية بالتشريع عبر الأوامر متجاهلة المجلس الشعبي الوطني، وتهدف هذه الممارسات وفق الأفافاس إلى محاولة إبعاد مسائل جوهرية عن النقاش العمومي، وهذا ما يشكل انحرافا سياسيا. وأبرز الأفافاس أن نوابه يجدون من الأجدى المشاركة في الندوة الاقتصادية والاجتماعية التي سينظمها الحزب في بجاية خلال جامعته الصيفية عوض المشاركة في افتتاح الدورة البرلمانية.