بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن لمدة ثلاثة أيام عملية السلام والبرنامج النووي الإيراني. وأكدت الإدارة الأمريكية ومساعدون لنتنياهو عقد الاجتماع بعد أن امتنع البيت الأبيض قبل ذلك عن تأكيده، مما دفع الإسرائيليين إلى نفي أن يكون ذلك إهانة لرئيس حكومتهم. ومن المقرر أن يشارك نتنياهو في مؤتمر لإحدى المنظمات اليهودية ولقاء مع زعماء الكونغرس. وفي هذا الإطار، رفض نير هيفيتز مساعد نتنياهو أي إشارة إلى فتور في العلاقات مع واشنطن، معتبرا أن »بناء علاقات شخصية يستغرق وقتا، وأعتقد أننا على الطريق لتحقيق هذا«. يذكر أن أوباما اضطر إلى إلغاء خطابه أمام الجمعيات اليهودية للمشاركة في حفل تكريم ضحايا حادثة إطلاق النار في فورت هود تكساس. وتأتي محادثات أوباما ونتنياهو في وقت تتعثر فيه الجهود الأمريكية لإحياء عملية السلام مع الفلسطينيين في ظل إصرار إسرائيل على رفض تجميد الاستيطان. وأعرب نتنياهو قبيل وصوله واشنطن عن رغبته في الاستئناف الفوري للمحادثات ولكن دون شروط مسبقة. وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعد لقائها نتنياهو مؤخرا بالقدس المحتلة عن تفهمها لموقف حكومته بخصوص الاستيطان، وهو ما أصاب السلطة الفلسطينية وحلفاءها العرب بخيبة أمل. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاحقا عن عزمه عدم الترشح للانتخابات المقررة يوم 24 جانفي المقبل، وعبر عن امتعاضه لما اعتبره دعما من واشنطن لموقف إسرائيل في موضوع المستوطنات. وأحجم نتنياهو عن التعليق على قرار عباس، قائلا في تصريح صحفي »إننا مستعدون لإجراء محادثات ولكن الفلسطينيين غير مستعدين، الأمر بهذه البساطة«. وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو سيحاول خلال زيارته للولايات المتحدة إحباط خطة فلسطينية لإعلان الاستقلال من جانب واحد بموافقة عدد من الدول الأوروبية وأقطاب في الإدارة الأمريكية. ومنذ تولى رئاسة الوزراء في مارس الماضي اتهم نتنياهو عباس مرارا بتعطيل محادثات السلام ووضع شروط جديدة، لكنه هو نفسه اشترط بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل »دولة يهودية« قبل كل شيء. ومن المقرر حسب مصادر رسمية إسرائيلية أن يتوجه نتنياهو يوم غد الأربعاء إلى باريس للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي. وتتزامن زيارة نتنياهو مع تلك التي يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حاليا إلى واشنطن حيث أجرى يوم الأحد لقاءات مع نظيره الأمريكي روبرت غيتس والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل. وفي غضون ذلك عرض وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز خطة لإقامة دولة فلسطينية على 60% من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 داعيا إسرائيل إلى التفاوض مع أية جهة ينتخبها الشعب الفلسطيني، حسب قوله.