يواصل النظام المغربي تحريك وسائطه الإعلامية والجمعوية في كل الاتجاهات، تارة بالتحامل على الجزائر وتلفيق التهم ضدها، وتارة بطمس الحقائق ونشر الأكاذيب حول قضية اللاجئين الصحراويين بتندوف، وهذا في محاولة يائسة للوقوف في وجه الانتقادات الدولية التي تتعرض لها الرباط على خلفية الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان التي يقترفها نظام المخزن ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة وداخل المغرب. شرعت زهور الشقافي، رئيسة حزب مغربي غير معتمد وهو حزب »المجتمع الديمقراطي«، بمعية عدد من رفقائها في جمع التوقيعات من المواطنين المغاربة في المدن والقرى عبر تراب المملكة، وذلك بغية استثمارها في المحافل والمنتديات الدولية للإسهام فيما أسمته مصادر مغربية ب »تحرير محتجزي تندوف«، وهذا للتفاعل مع الخطاب الأخير الذي ألقاه العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى ال 34 »للمسيرة الخضراء«، أو بالأحرى مسيرة العار المغربية التي انتهت باحتلال الصحراء الغربية، حيث منح ملك المغرب الضوء الأخضر لأجهزة القمع المغربية، من بوليس وقضاء، من أجل التعامل بصرامة مع النشطاء الصحراويين الذين وصفهم ب »الخونة«. وقالت مصادر إعلامية مغربية أمس انه ينتظر أن تشهد العاصمة الرباط نصب خيمة أمام مبنى البرلمان لجمع التوقيعات، على أن تستمر العملية التي كان منتظرا أن تنطلق من مدينة العيونالمحتلة، غير أن ضيق الوقت حال دون ذلك، حسب الأمينة العامة ل »المجتمع الديمقراطي« التي أكدت استعداد مصالح الداخلية لتوفير الدعم اللوجستي والأمني للاستمرار في جمع التوقيعات في المدن والقرى والأسواق بالبادية المغربية أيضا، وقد انطلقت العملية فعليا بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية في إطار ندوة نظمت بالرباط تحت شعار »نداء الحرية في عيد المرأة المغربية، علما أن وزارة الداخلية المغربية كانت قد وافقت مبدئيا على طلب تقدم به حزب »المجتمع الديمقراطي« الذي تقوده زهور الشقافي (قيادية سابقا بالتقدم والاشتراكية). وتأتي تحركات الناشطة الحزبية المغربية وأتباعها ضمن سياق حملة مضادة يقوم بها نظام المخزن المغربي عبر وسائطه الجمعوية والإعلامية، في محاولة يائسة للوقوف في وجه الانتقادات الدولية غير المسبوقة التي يتعرض لها النظام المغربي على خلفية الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها ضد النشطاء الحقوقيين الصحراويين سواء في الأراضي الصحراوية المحتلة أو حتى داخل المغرب، خاصة بعد عملية الاختطاف التي دبرها البوليس المغربي بحق سبعة نشطاء حقوقيين صحراويين مباشرة بعد عودتهم من زيارة قاموا بها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، فضلا عن مواصلة توقيف النشطاء السياسيين الصحراويين وتعذيبهم في سجون المغرب سيئة السمعة. يذكر أن النظام المغربي لا يزال يسعى إلى طمس الحقائق من خلال الادعاء بأن اللاجئين الصحراويين بتندوف إنما هم محتجزون من قبل الجزائر وجبهة البوليساريو، في محاولة للتملص من مسؤولياته، خاصة بعد التشخيص الذي قدمه المفوض السامي للاجئين خلال زيارته الأخيرة، لأوضاع اللاجئين الصحراويين والتي وصفها بالسيئة، علما أن المغرب هو من يتحمل عبء هذه الوضعية من خلال احتلاله للأرض كما جاء على لسان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، وتبقى الجزائر، حسب الخطاب الذي ألقاه مؤخرا بن مهيدي، ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة، أمام اللجنة الثالثة للمنظمة الأممية، تعتبر نفسها أرض لجوء لكل المضطهدين.