قال الوزير الأول الصحراوي عبد القادر عمر أن حمالات السجن والتعذيب والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية التي يقترفها النظام المغربي، لا تساعد على حل النزاع واستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، ولمح إلى إمكانية مقاطعة جبهة البوليساريو للمفاوضات مع الرباط في ظل الممارسات التي يقترفها المغرب، هذا في وقت لا تزال فيه قضية الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدر تستقطب اهتمام ومؤازرة منظمات حقوقية وهيئات وشخصيات سياسية ونيابية في جميع أرجاء العالم. أكد الوزير الأول الصحراوي في ندوة صحفية على هامش فعاليات مؤتمر الشبيبة والمهرجان الثقافي ال17 أن خطاب الملك المغربي الأخير أوضح نية المغرب في عدم احترام حقوق الإنسان عبر حملة المضايقات والملاحقات لنشطاء حقوق الإنسان وفي انتهاك الشرعية الدولية في عدم الامتثال لقراراتها الداعية إلى ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وأضاف المسؤول الصحراوي أن المغرب لم يكتف بحملة السجون والتعذيب والملاحقات بل تعداها إلى الحرمان من السفر ومصادرة جوزات سفر رموز الانتفاضة إلى جانب الترحيل القسري كما هو الحال لأمينتو حيدار التي أبعدها عن وطنها قسرا. واعتبر عبد القادر الطالب عمر أن السياسية التي ينتهجها المغرب في محاولة فرض الأمر الواقع و حملات انتهاكات حقوق لا تساعد في خلق جو ملائم لحل النزاع واستتباب الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة ،مذكرا باعتقال الحقوقيين الصحراويين السبعة على خلفية زيارتهم لذويهم في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف. وجدد الوزير الأول الصحراوي من جهة أخرى مطالبة جبهة البوليساريو بتوسيع صلاحيات المينورسو حتى تشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والتقرير عنها، وأشار عبد القادر الطالب عمر إلى أنه لا يمكن الذهاب إلى مفاوضات لحل النزاع في ظل جو تسيطر عليه أجواء التوتر التي يطبعها انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من محاكمات صورية وتصفية الصحراء الغربية من رموز الانتفاضة ،كما دعا المجموعة الدولية إلى الضغط على المغرب من أجل إلزامها باحترام الشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ودعا الوزير الأول الصحراوي، الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والقوى الدولية إلى حل النزاع في الصحراء الغربية عبر تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، موضحا أن المغرب تمادى في انتهاك حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وتشير بتصريحات المسؤول الصحراوي إلى خطورة الوضع في الصحراء الغربية، وإلى مستوى بالتعقيد الذي وصلبه النزاع على خلفية التصرفات المغربية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يدفع ثمنها الصحراوين بفي الأراضي المحتلة أو حتى داخل المغرب، وكان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز قد هدد أكد بان الصحراويين لن يبقون مكتوفين الأيدي وأنهم قد يلجؤون مرة أخرى إلى الخيار المسلح لافتكاك حقوقهم المشروعة. ولا تزال قضية الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدر تثير ردود فعل دولية، وكشف أحد المقربين منها أنها تمر بمرحلة خطيرة بسبب تدهور حالتها الصحية، و حيدار قد شرعت منذ 16 نوفمبر الفارط في إضراب عن الطعام بمطار لانثاروتي (جزر الكناري) احتجاجا على قرار المغرب بمنعها دخول العيونالمحتلة. وتواجه السلطات الاسبانية موجة غير مسبوقة من الانتقادات بسبب تورطها مع الرباط في سيناريو ترحيل أمينتو بحيدر، ويبدو أن قضية هذه الناشطة الحقوقية الصحراوية تكبر وبشكل متواصل ككرة الجليد، وقد تؤدي مستقبلا إلى أزمة دبلوماسية حادة بين الرباط ومدريد، فبقاء السلطات الاسبانية متشبثة بمواقفها بشان أمينتو حيدر سوف يجلب لها لا محالة المزيد من انتقادات المنظمات الحقوقية الدولية، وخصوصا الاسبانية منها.