أورد أمس الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول »أوبك«، عبد الله البدري، أن تدني أسعار النفط العالمية لن يستمر وإنها قد تتحول للصعود خلال عام إذ أن دورة انخفاض الأسعار تؤدي إلى تقليص إنتاج بعض الدول..تصريحات تأتي موازاة مع بلوغ سعر خام مزيج برنت أمس الثلاثاء 37.77 دولارا للبرميل فيما بلغ الخام الأمريكي الخفيف 36.20 دولارا للبرميل. وذهب البدري خلال أول حوار بين »أوبك« والهند في مجال الطاقة في نيودلهي إلى القول »أعمل في مجال النفط طوال حياتي وشهدت ست دورات... شهدت أسعارا مرتفعة للغاية وأسعارا منخفضة وهذه إحداها.. لن يستمر ذلك وسيتغير هذا في غضون أشهر قليلة أو عام أو نحو ذلك«، كما ذكر أن »أوبك« لا تستهدف سعرا معينا لكنها تتطلع إلى سعر عادل بحيث »يمكن للدول الأعضاء تحقيق دخل مناسب ويمكننا الاستثمار من أجل (توفير) المزيد من الإمدادات للمستهلكين«. وشدد على أن »تدني أسعار النفط العالمية التي وصلت إلى أقل مستوى لها في سبعة أعوام لن يستمر وإنها قد تتحول للصعود خلال عام إذ أن دورة انخفاض الأسعار تؤدي إلى تقليص إنتاج بعض الدول«، موضحا بأن إنتاج النفط قد ينخفض في العامين إلى الثلاثة المقبلة في ظل نزول الأسعار الذي أدى إلى تقليص الاستثمارات بما قيمته 130 مليار دولار هذا العام مضيفا أن إمدادات المعروض من خارج أوبك تتجه للانخفاض بنحو 400 ألف برميل يوميا في العام القادم. وتراجعت أسعار النفط حوالي الثلثين منذ منتصف 2014 واقترب خام القياس العالمي مزيج برنت من أدنى مستوياته منذ 2004 يوم الاثنين الماضي ليزيد قليلا عن 36 دولارا للبرميل، لكن معظم المحللين لا يتوقعون أن تعود أسعار النفط إلى مئة دولار حتى عام 2017 أو بعد ذلك لأن المنتجين سيواصلون ضخ كميات من الخام تزيد عن حجم الاستهلاك. وينتج العالم ما يصل إلى مليوني برميل يوميا فوق ما يستهلكه إذ تضخ »أوبك« كميات قريبة من مستويات قياسية في محاولة لإزاحة منتجين ذوي تكلفة أعلى من السوق مثل شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي، وتقول وكالة الطاقة الدولية إن نمو المعروض السنوي من خارج أوبك انكمش إلى ما دون 300 ألف برميل يوميا في نوفمبر الماضي من 2.2 مليون برميل يوميا في بداية العام. وتصر »أوبك« على الاستمرار في ضخ كميات كبيرة من النفط رغم الضغوط المالية التي لم تفلت منها حتى السعودية التي تقود سياسة المنظمة وهو ما يثير قلق الأعضاء الأقل نفوذا الذين يخشون أن تهبط الأسعار صوب 20 دولارا للبرميل. ويُؤكد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول أنه حتى وإن بدأت الحكومة الأمريكية في السماح بزيادة صادرات الخام فإن الأسعار لن تشهد مزيدا من التراجع وإن أوبك يمكنها مواصلة الإنتاج بالمستويات الحالية. موازاة مع ذلك لا يزال سعر البترول يشهد أدنى مستوياته منذ عدة سنوات في ظل استمرار مخاوف المستثمرين من تخمة المعروض العالمي وانخفاض الطلب في الشتاء بما دفع الأسعار للاقتراب من أقل مستوياتها في 11 عاما خلال الجلسة السابقة. ووصل أمس سعر خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 37.77 دولار عن سعره عند التسوية يوم الاثنين بعدما شهد ارتفاعا طفيفا في وقت سابق بالجلسة، علما أنه انخفض في ذات اليوم أي الاثنين إلى 36.33 دولار للبرميل بما لا يزيد سوى سنتات قليلة عن المستوى المتدني الذي وصل إليه أثناء الأزمة المالية عام 2008 عندما هوى إلى 36.20 دولار، ما يعني أن هبوط برنت عن هذا المستوى سيجعله ينخفض إلى أسعار لم يصل إليها منذ منتصف 2004، بينما هبط أمس الخام الأمريكي الخفيف إلى 36.20 دولار للبرميل.