قام نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أمس، بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الحرس الجمهوري، وهذا في إطار مواصلة الزيارات التفتيشية والعملية إلى مختلف هياكل الجيش الوطني الشعبي، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني. أوضح نفس المصدر أنه مواصلة للزيارات التفتيشية والعملية إلى مختلف هياكل الجيش الوطني الشعبي، وبغرض الاتصال المباشر مع الأفراد والمتابعة الميدانية للمشاريع المبرمجة في مخطط تطوير القوات، قام قايد صالح بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الحرس الجمهوري.وبمقر الفوج الأول للتشريفات وبرفقة الفريق بن علي بن علي, قائد الحرس الجمهوري، تابع الفريق أحمد قايد صالح عرضا شاملا حول هذا السلك النخبوي. وأشرف بالمناسبة على مراسم تسمية ثكنة هذا الفوج باسم الشهيد علي معاشي وفاءا لتضحيات شهدائنا الأبرار. بعدها تابع عرضا موسيقيا عن المسار التاريخي لهذا الشهيد البطل قدمته الفرقة السنفونية للحرس الجمهوري، كما طاف ببعض المرافق البيداغوجية للفوج على غرار مقلد السياقة للعربة(FUCHS-2). كما التقى الفريق قايد صالح بإطارات وأفراد الحرس الجمهوري، حيث ألقى كلمة توجيهية جدد فيها التذكير بأهمية هذا اللقاء الذي يأتي في سياق العناية الشديدة التي توليها القيادة العليا للتكوين والتدريب والتحضير القتالي في القوات المسلحة والجهود الحثيثة المبذولة في إطار الرفع المطرد لمهارات وكفاءات العنصر البشري. وقال في هذا الصدد، إن تأمين سيادة الجزائر وحفظ استقلالها الوطني وترسيخ مرتكزات استقرارها والمحافظة على راحة مواطنيها، هي صلب المهام الدستورية المخولة للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي يحرص كثيرا في ظل قيادة رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني على أدائها في كافة الظروف والأحوال. وأكد في نفس السياق أن هذا الحرص المخلص الذي تعكسه فعليا الجهود الجبارة والمتفانية والمتواصلة التي مافتئت تبذل بعناية وعقلانية في إطار الرفع المطرد لمهارات وكفاءات العنصر البشري بمختلف فئاته وتمكينه من التحكم العالي في ميكانيزمات التطوير والتحديث للقدرات القتالية بما يتوافق وضمان ديمومة تثبيت دعائم حفظ حدودنا الوطنية وردع كل من تسول له نفسه المساس بسيادة بلادنا والإضرار باستتباب أمنها واقتصادها الوطني. وجدد الفريق قايد صالح التأكيد على ضرورة تمسك الأجيال دوما بالرصيد التاريخي لشعبنا حتى يتسنى لها مواصلة درب الأسلاف الميامين بعزيمة وإصرار. وأبرز في هذا الإطار أن أبلغ وأعمق هذه الدروس التي يتعين أن تبقى عالقة في الأذهان وراسخة في الذاكرة الفردية والجماعية للأجيال الشابة، هي عدم نسيان ما عاناه الجزائريون طيلة الحقبة الاستعمارية المريرة من أبشع أنواع الهمجية وما عايشوه من أفظع المعاملات العنصرية وشتى الإهانات اللا إنسانية، وكيف لهم أن ينسوا ما كابده شعبهم طيلة الليل الاستعماري الحالك الذي جعل من أساليب الإهانة والتنكيل والترويع والتجويع، نهجا وسلوكا إجراميا عنصريا حيال الجزائريين، أراد من خلاله سلخهم عن عناصر شخصيتهم الوطنية وموروثهم الثقافي والحضاري. وتابع في نفس السياق أن محاولات العدو باءت بالفشل الذريع، لأن يقين الشعب الجزائري كان ثابتا وإرادته كانت مستلهمة من إرادة الله, فكيف لمثل هذه الإرادة أن تغلب ولمثل هذا اليقين أن يستكين, وكيف لمن قدم الملايين من الشهداء قربانا لحريته وانعتاقه وجعل من أرضه المديدة متحفا تشهد فيه الجغرافيا على ما حدث عبر التاريخ وتروي قصص معاناة, لكنها أيضا تروي ملاحم بطولية مثيرة للاعتزاز والفخر.ذلكم هو الرصيد التاريخي للجزائر -يضيف الفريق قايد صالح- الذي ينبغي أن تسمو به الهمم وتتقوى بفضله العزائم وتتوحد الصفوف والجهود ويبقى دوما قصصا تروى ودروسا تستقى وعبرا يستفاد من معانيها ومغازيها. كما ذكر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالجهود التي بذلت وفقا للمخطط التطوري، من أجل تحديث وعصرنة الحرس الجمهوري وذلك من خلال تكوين وتأهيل العنصر البشري الكفء وتوفير كافة المرافق الضرورية التي تسمح بالعمل المريح والمثمر وتهيئ المحيط المعيشي الكريم والمناسب لهذا السلك النخبوي، وأوضح في هذا السياق قائلا، لقد قطع سلك الحرس الجمهوري في السنوات القليلة لماضية, وفقا للمخطط الخاص بتطويره، أشواطا بعيدة وحقق نتائج معتبرة على أكثر من صعيد ساهمت كلها في وضعه على الطريق الصائب ومكنته من كسب كافة متطلبات العمل المثمر والأداء الإيجابي لمهامه النبيلة المنوطة به وهي نتائج ما كان لها أن تتحقق لولا الرعاية التي أوليناها لهذا السلك النخبوي. واستطرد قائلا، إن الرعاية التي تجلت معالمها الأساسية في التركيز على توفير عوامل وموجبات تطويره وتحديثه والرفع من جاهزيته، بصفة تنسجم تماما مع حساسية وحيوية مهامه وتتوافق مع الرغبة الشديدة التي تتملكنا في جعل الحرس الجمهوري لدينا وحدة نموذجية يقتدى بها على جميع الأصعدة، تدريبا وانضباطا ومظهرا ومردودية مهنية, بما يسمح لنا بالارتقاء بمستواه إلى مصاف النخبة التي يليق عملها بنبل المهام المنوطة بها والسمو إلى مراتب الصفوة التي تتشرف بالعمل على مستوى رئاسة الجمهورية, ويكفل القيام بالمهام الثقيلة والحساسة المتمثلة أساسا, وفقا للمرسوم الرئاسي, في ضمان حراسة الأماكن التابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية وحمايتها والدفاع عنها, وضمان تنفيذ خدمات المراقبة وتشريف رئيس الجمهورية, بالإضافة إلى المشاركة في المراسم الرسمية التي يحضرها رئيس الجمهورية، وفي ختام الزيارة، كرم الفريق قايد صالح بالمناسبة عائلة الشهيد علي معاشي الذي سميت باسمه ثكنة الفوج الأول للتشريفات.