نددت رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين بأوروبا بشدة بالتهجم وحملة التشهير التي طالت عددا من الصحفيين الصحراويين, المرافقين للناشطة الفرنسية المناصرة للقضية الصحراوية كلود مونجان, خلال تغطيتهم ل"مسيرة الحرية" المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي. وأكدت الرابطة في بيان لها, حسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (واص), يوم الأربعاء, أن الصحفيين لمام الديه وسيدها لعجيل من فريق "إيكيب ميديا" الإعلامي, تعرضا لاستهداف ممنهج يتنافى مع كل المعايير المهنية والإنسانية, ويكشف عن الوجه القمعي الذي يتوارى خلف شعارات الحرية وحقوق الإنسان, حتى داخل دول تزعم تبنيها لتلك المبادئ, وعلى رأسها فرنسا. وفي هذا السياق, أكدت الرابطة على أن "هذا الاستهداف الممنهج, يطرح تساؤلات مقلقة, حول ما يقع من قمع للحريات وتكميم للأفواه, بما يتعارض ومبدأ حرية التعبير وحقوق الإنسان, لاسيما في فرنسا, التي لطالما قدمت نفسها كبلد ديمقراطي يقدس المبادئ, ويقدر القيم الإنسانية, بخاصة الاعلان العالمي لحقوق الإنسان". وأضافت أن "استهداف كهذا في فرنسا, لصحفيين صحراويين اختارا مرافقة صوت العدالة والحرية, والدفاع عن حقوق الإنسان, يعد "وصمة عار" بالنسبة لفرنسا. ودعت الرابطة, السلطات الفرنسية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية الصحفيين, ومساءلة كل من تورط في التحريض عليهم أو الاعتداء عليهم لفظيا أو جسديا, مؤكدة أن مثل هذه الممارسات لن تثني الصحفيين الصحراويين عن أداء رسالتهم النضالية, في فضح جرائم الاحتلال المغربي, والدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وجددت المنظمة دعمها الكامل ل"قافلة الحرية", ولكل الأصوات التي ترفع شعار الكرامة والعدالة, مؤكدة أن الكلمة الحرة ستظل أقوى من كل محاولات القمع, وأن الصحفيين الملتزمين بعدالة قضيتهم هم اليوم في الخطوط الأمامية للمواجهة, بالكلمة والصورة, في معركة لا تقل أهمية عن المعركة السياسية والحقوقية. وختم البيان بدعوة كافة القوى الحقوقية والإعلامية في أوروبا والعالم إلى الوقوف صفا واحدا ضد حملات الترهيب, وتضييق الخناق على الإعلام الحر, خاصة حين يتعلق الأمر بقضية عادلة مثل قضية الشعب الصحراوي. يشار إلى أن مسيرة الحرية, التي انطلقت يوم 30 مارس الماضي من مدينة إيفري سور سين الفرنسية باتجاه المغرب, والتي تضم متضامنين وتقودها الناشطة كلود مونجان, زوجة المعتقل السياسي الصحراوي النعمة اسفاري, حلت أمس الثلاثاء بمدينة بزييه الفرنسية, أين تعرضت للتشويش من قبل مجموعة من بلطجية نظام المخزن المغربي. و قامت هذه المجموعة بالاعتداء على المتضامنين المشاركين في المسيرة التي جابت شوارع بيزييه, في محاولة لثنيهم عن الاستمرار في دعم قضية الشعب الصحراوي العادلة وتضامنهم مع المعتقلين السياسيين الصحراويين, إلا أن المتضامنين أكدوا على أن "مثل هذه التصرفات لن تثنيهم عن مواصلة دعمهم للحرية في الصحراء الغربية, بل على العكس, فإنها تزيد من عزيمتهم على كشف الحقيقة والعمل من أجل تحقيق العدالة للشعب الصحراوي".