دق خبراء من وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات ناقوس الخطر من اقتراب الجزائر من انفجار سكاني حقيقي خلال السنوات المقبلة، حيث يرتقب أن يبلغ عدد الجزائريين سنة 2050 ما لا يقل عن 80 مليون جزائري وهو رقم مخيف حسب المختصين مقارنة مع التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. وحسب والي عمار مدير السكان بوزارة الصحة فإن المهمة الأولى التي لا بد من الاسراع في تجسيدها هي إيجاد سبل ومكانيزمات دقيقة من أجل السيطرة على النمو الديمغرافي، مشيرا بأن الجزائر وفي فترة وجيزة لم تتعدى العشر سنوات قفزت بها عدد الولادات من حوالي 500 ألف سنويا إلى أزيد من 100 ألف مع انخفاض في معدل الوفيات وارتفاع معدل الحياة بالنسبة للمواطن الجزائري، ويكمن الخطر حسب ذات المسؤول إلى عدم تمكن النمو الاقتصادي من مواكبة النمو الديمغرافي حيث يتطلب على سبي المثال في حال زيادة نسبة الولادات ب 3% فقط ما يعادل نمو إقتصادي بنسبة 12 في المائة وهذا شيء في منتهى الصعوبة مما قد يدخل البلاد في أزمات إقتصادية حادية سيصعد مواجهتها. والي وفي مستهل حديثه قال بأن المتوسط المطلوب في الولادات لا يجب أن يتعدى ثلاثة أبناء لكل عائلة وفي حال الاستمرار إلى ولادة رابعة أو خامسة نكون في صدد الانفجار السكاني الخطير الذي تحذر منه الدراسات المنجزة حول النمو الديمغرافي في الجزائر والتي أنجزتها أكبر مراكز البحث الوطنية، وبلغت الأرقام فقد انتقل عدد سكان الجزائر من 5،39 مليون سنة 2014 إلى 5،40 مطلع سنة 2016 بحوالي مليون و14 ألف ولادة في تلك الفترة مقابل 174 ألف حالة وفاة، فيما تحصي ولاية سطيف حوالي 5،2 مليون نسمة كثاني أكبر تجمع سكاني في الوطن بعد العاصمة. وللإشارة فقد تم الكشف عن هذه المعطيات صبيحة اليوم بقاعة المحاضرات بمقر ولاية سطيف في إطار بعث نشاط اللجنة الولائية للسكان التي عانت من الجماد منذ تشكيلها سنة 2009 بناء على مرسوم تنفيذي صدر سنة 2002، وذلك تحت إشراف اللجنة الوطنية التي يترأسها السيد والي عمار مدير السكان بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وعن دورة اللجنة الولائية للسكان فقد أكد والي أنه يتمثل في البحث عن أفضل السبل من أجل إحداث توازن بين النمو الديموغرافي والنمو الاقتصادي من خلال السيطرة على نسبة الولادات، عبر تبني برامج وسياسات تحسيسية ترمي إلى تلقين الجزائري للثقافة الديموغرافية وجعله يشعر بالمسؤولية وبخطر هذه الظاهرة وبالتالي الوصول إلى خلق وعي عام يجعل من موضوع تباعد الولادات شيء طبيعي وبديهي، وفي هذا الصدد وفي مداخلة للسيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية سطيف أكد أن قطاعه كان من السباقين في تبني هذا المنحى وأكد على موقف الشرع والدين من قضية التباعد بل دعا من أجلها.