لم تهدأ شوارع وهران، أحيائها وأزقّتها، طيلة الأسبوع الماضي، وازدادت سخونة بهتافات المناصرين والأغاني الحماسية التي تعالت من »الديسك جوكي« من كلّ الأرجاء ساعات قبل انطلاق مباراة الخضر مع الفراعنة وتواصلت الأفراح ليلا ونهارا احتفالا مسبقا بتأهّل المنتخب الوطني للمونديال. فضّل الوهرانيون مناصرة الفريق الوطني بطريقتهم الخاصّة، حيث غصّت مختلف الشوارع بالحركة غير العادية في اليومين الأخيرين، وتزاحمت مواكب السيّارات المزيّنة بالأعلام الوطنية، واحتشد الجميع لمناصرة صايفي ورفاقه، وكان من بين المظاهر المثيرة للاهتمام أحد المناصرين الذي قام بصبغ عجل ضخم بالألوان الوطنية وتزيينه في أبهى حلّة والتجوال به بالشوارع الرئيسية، فيما قام أحد مربيّ الماشية بصبغ كبش بنفس الطريقة، وتعالت الأصوات المدويّة للديسك جوكي بجميع الأحياء مثل المدينةالجديدة، سان بيار، سانت أنطوان وغيرها ولم تهدأ منذ يومين على مدار ساعات الليل والنهار، حيث ارتفعت أنغام الأغاني الحماسية المصحوبة بأصوات "القرقابو" التي ظلّت تسخّن البندير منذ أيّام وقضّت نوم جميع السكّان، كما تنبعث هتافات »معاك يا الخضرا ...وان تو ثري فيفا لالجيري«، وزاد لهبة التشجيع والمناصرة قلبا وقالبا، حادثة الاعتداء الذي تعرّض له الفريق الوطني، حيث أكّد جميع الوهرانيين أنّ ذلك سيعطي دفعة قويّة للمباراة ويمكن اعتبار النتيجة مفصولا فيها سلفا لصالح الخضر، حتّى أنّ البعض باتوا يفكّرون في لقاءات المنتخب الوطني مع الأندية العالمية في المونديال بجنوب إفريقيا، ولم تكن حمى السباق لإنجاز أكبر وأطول علم وطني يعلّق بالأحياء وحدها الحدث بوهران، بل أنّ مختلف العائلات تسابقت لطهي أطباق الكسكسي والحلويات وإقامة »الزردات« احتفالا بفوز الخضرا، فيما بدأت الشوارع تهدأ في حدود الساعة الرابعة مساء وظهرت خاوية على عروشها، إذ أغلقت جميع المحلاّت والأسواق واختفى الوهرانيون فجأة لمشاهدة المباراة، لكنّ الهتافات ظلّت تعلو من داخل المساكن.