عرس حقيقي عاشه الشارع العاصمي على غرار باقي ولايات الوطن تحسبا لمباراة أمس حيث لم تخل العمارات والتجمعات السكانية عشية أول أمس من الأفراح والأهازيج في الوقت الذي زينت فيه شرفات المنازل والمحلات التجارية وحتى السيارات بالرايات الوطنية وصور لأعضاء المنتخب الوطني الذي يتتبع الشارع الجزائري أخباره أولا بأول عبر القنوات الفضائية وشبكة الانترنت، وذهب الأمر ببعض الشباب إلى غاية تأجير "ديسك جوكي" وإقامة الأفراح الليلتين الماضيتين مناصرة للمنتخب الوطني وتعبيرا عن مآزرتهم بعد الاعتداء الخطير الذي تعرض له فور وصوله إلى مصر . عاش الشارع العاصمي أمس على أعصابه وهو يتابع تطورات الأحداث بمصر خاصة بعد الاعتداء الذي تعرض له أعضاء المنتخب الوطني، وتعبيرا عن التضامن نظمت عبر عدة أحياء تجمعات شبابية شاركت فيها حتى النسوة لمناصرة المنتخب الوطني حيث تم تأجير "ديسك جوكي" الذي أطلق العنان لمختلف الأغاني الرياضية التي انتشرت في المدة الأخيرة ويقول الشاب "حسين" بحي تقصراين أن عدم تمكنه من التنقل إلى مصر حز كثيرا في نفسه الأمر الذي جعله يفكر في طريقة أخرى يؤكد فيها مناصرته للمنتخب الوطني واهتدى إلى فكرة جمع كل أصدقائه وجيران الحي في حفل خاص نظمه على شرف أبناء سعدان حتى يتأكدوا أن كل الشعب الجزائري في صفهم، كما أن فكرة الحفل يقول المتحدث ساعدت الشباب على الخروج من دائرة الترقب والتعبير عن مآزرتهم للمنتخب الوطني، الصورة نفسها صنعها شباب بلديات جسر قسنطينة باش جراح الجزائر الوسطى وباب الوادي حيث قررت النسوة تحضير مجموعة من الأطباق والحلويات التقليدية التي ستوزع مباشرة بعد نهاية المقابلة التي يتوقع الجميع الفوز فيها للمنتخب الوطني "المساء" تقربت من بعض المناصرين من مختلف الفئات حيث يقول احمد عامل بإحدى المؤسسات الوطنية انه متفائل من نتيجة المقابلة الذي قرر متابعة أحداثها مع كل أصدقائه في بيته، في حين أكد الحاج دحمان أن حالته الصحية لم تسمح له بمتابعة مجريات اللقاء حيث لا يمكنه أن لا يتفاعل وعليه فقد فضل أن يبقى خارج البيت ومتابعة المقابلة عن بعد، في حين استحسن العمال تزامن إجراء المقابلة مع يوم راحتهم الأسبوعية وهو ما ساعدهم على متابعة المقابلة بارتياح. كانت شوارع العاصمة صباح أمس خالية من المارة في الوقت الذي بثت مختلف محلات بيع الأشرطة الأغاني الرياضية بصوت مرتفع في محاولة لاستدراج المتأخرين عن شراء الأشرطة التي تحولت منذ أول انتصار لأبناء سعدان إلى تجارة مربحة، من جهتهم قام بعض الشباب بنصب طاولاتهم التي تحمل مختلف أنواع المنتجات من رايات وطنية وأقمصة وبدلات رياضية وقبعات من مختلف الأحجام كلها تحمل ألوان الراية الوطنية، وهي المنتجات التي لقيت إقبالا كبيرا من المواطنين. وقد زينت الرايات الوطنية شرفات المنازل والسيارات الأمر الذي أعطى لشهر نوفمبر طابعا خاصا وهو شهر الثوار حيث يقول السيد محمد أنها لأول مرة يكتشف وطنية الجزائري وحبه لوطنه من خلال الإقبال الكبير على اقتناء الرايات الوطنية التي نراها اليوم أينما كنا، حتى التجار استغلوا الفرصة لوضع الراية الوطنية عند مدخل محلاتهم التجارية وهو ما أعطى طابعا خاصا لشوارع العاصمة ومختلف الأحياء. ولم تتوقف أبواق السيارات طيلة نهار أمس وهي التي جالت في مواكب مختلف شوارع وأحياء العاصمة مزينة بالرايات الوطنية وصور للاعبي الفريق الوطني تعبيرا عن مناصرة الشعب الجزائري "للخضر" الذين طغت أخبارهم على باقي الأخبار السياسية سواء في الإعلام المرئي أو المسموع وحتى الصحافة المكتوبة، حيث تهافت الشباب منذ الساعات الأولي من النهار على مقاهي الانترنت وأكشاك الصحف للاطلاع على آخر الأخبار المتناقلة، كما تحول اهتمام كل طبقات المجتمع إلى مجريات المقابلة وتطورات الأحداث بمصر بعد وصول أعضاء الفريق الوطني، وفي هذا الشأن أكد لنا منير صاحب مقهى انترنت وسط العاصمة انه فضل أبقاء أبواب محله مفتوحا 24 ساعة قبل انطلاق المقابلة نظرا للإقبال الكبير على محله من الذكور والإناث على حد سواء والكل يبحث عن المواقع التي تنقل أخبار المقابلة والتحضيرات وآخر صور الاعتداء التي تعرض لها أبناء رابح سعدان.