وصل،أمس، إلى مطار هواري بومدين، مجموعة من الطلبة الجزائريين العائدين من جمهورية مصر على متن طائرة تابعة لشركة مصر للطيران، وقد أوضحت مصادر حسنة الاطلاع على مستوى المطار أن الشرطة العلمية كانت في استقبال هؤلاء الطلبة الذين بدت عليهم ملامح التعب الجسدي والنفسي. لم تجد جموع المناصرين المصريين الذين فقدوا صوابهم بعد تأهل الجزائر إلى المونديال على حساب مصر سوى الانتقام من الجالية الجزائرية التي تعيش هناك والتي تتضمن في غالبيتها طلبة لا ذنب لهم سوى البحث عن العلم ولو في مصر، فقد علمت» صوت الأحرار« من مصادر حسنة الاطلاع أن طلبة جزائريين وصلوا منتصف نهار أمس، إلى مطار هواري بومدين رفقة عدد من الرعايا المصريين على متن طائرة تابعة لشركة مصر للطيران، ويقترب عدد هؤلاء الطلبة من ال 150طالبا وطالبة كانوا يزاولون دراستهم في فروع مختلفة بالجامعات المصرية. ولعل أكثر ما يؤكد الشكوك حول تعرض هؤلاء الطلبة للضرب والإهانة من طرف مناصري الفراعنة، هو استقبالهم في المطار من طرف الشرطة العلمية التي كانت كما يبدو على علم بتوقيت وصولهم، لتفتح تحقيقات واستجوابات معهم دامت لساعات طويلة بهدف التأكد من تعرضهم لأية معاملة غير لائقة، وفي السياق، تشير ذات المصادر إلى أن هؤلاء الطلبة قد خضعوا قبل صعودهم للطائرة إلى تفتيش دقيق ومعمق وغير مسبوق من قبل السلطات المصرية. ومن جهة أخرى، أوضح مصدر مطلع آخر أن عددا من الطلبة الجزائريين كانوا قد غادروا مصر عائدين إلى الجزائر يواجهون صعوبات في العودة على الحدود المصرية الليبية، وكانت »صوت الأحرار« قد اتصلت أول أمس بعدد من الطلبة الجزائريين بالقاهرة، وقد أكدوا في تصريحاتهم أنهم يعيشون ظروفا صعبة ويناشدون السلطات المعنية التدخل لحمايتهم. وتشير مصادرنا إلى وجود ما بين 600 و700 طالب جزائري يدرسون في مدرجات الجامعات المصرية ويعيشون في مناطق مختلفة من البلاد ، وعلى الرغم من الجو المشحون الذي سبق المباراة، إلا أن ضغوط من الشارع المصري قد أصبحت أكثر قوة وعنفا ضد هؤلاء الطلبة منذ فوز الجزائر على مصر الأربعاء الفارط . وتزامنت عودة الطلبة الجزائريين إلى أرض الوطن، مع البيان الذي أصدرته نوادي أعضاء هيئات التدريس بالجامعات الحكومية وجامعة الأزهر، وممثلو مراكز البحث العلمي، والذي يقضي بمقاطعة أي تعاون علمي أو ثقافي مع الجزائر، حيث طالبت هذه الهيئات لدى اجتماعها أول أمس بالحكومة المصرية بقطع جميع العلاقات مع الجزائر، وذهب البيان الذي تجاوز الحد المعقول إلى أبعد من ذلك عندما دعا إلى سحب الثقة من الجزائر كدولة عربية.