شرع أساتذة جامعة وهران والعديد من المثقفين، في حملة جمع توقيعات على المستوى الوطني للتصدّي للإعلام المصري الذي يشوّه صورة الجزائريين ويتعرّض لتاريخهم ورموزهم المقدّسة بالكثير من الإساءات، مؤكّدين أنّه إذا كان على الشعب الجزائري أن يعتذر عن فوزه بتأشيرة المونديال فعلى النظام المصري أن يغلق السفارة الإسرائيلية ويفتح معبر رفح بغزّة. لم تعتبر الطبقة المثقّفة صمتها المؤقّت جبنا أو خيانة وإنّما تريّثا منها لعلّ الأمور ترجع إلى نصابها بعدما فلتت كثيرا وخرجت عن إطار مباراة في كرة القدم، وقد عبّر مجموعة من أساتذة جامعة وهران عن استيائهم الكبير ممّا آلت إليه الأمور بين البلدين خصوصا مع ارتفاع أسهم الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنّها فضائيات إعلامية مصرية هذه الأيّام ضدّ كلّ ما هو جزائري، وقفزت في سبّها وشتمها وإساءتها فوق أسوار الملاعب وخارج إطار المستطيل الأخضر، إذ عبّر المثقفّون وأساتذة الجامعة عن ذلك بالتهوّر الإعلامي اللامسؤول والذي قد يجّر البلدين نحو طريق مسدود ومطبّ لا مخرج منه، خصوصا بعدما لحقت الإهانة رموز الدولة ممّثلة في رئيس الجمهورية والعلم الوطني والسفير والشعب عامّة، وردّا على مطالبة المصريين بالاعتذار الرسمي للشقيقة الكبرى، على جرم لم يقترف من قبل الجزائريين، فقد شرع أساتذة جامعة وهران في حملة لجمع التوقيعات على مستوى كافّة جامعات الوطن، في بيان ورد فيه أنّ اعتذار الجزائريين ممكن لكنّ شريطة الاستجابة لجملة من المطالب الجماهيرية المصرية بالدرجة الأولى والمتمثّلة في الإغلاق الفوري للسفارة الاسرائيلية بالقاهرة وهي رغبة المصريين قبل أن تكون رغبة العالم العربي والإسلامي، وفتح المعابر مع الأشقاء الفلسطينيين المسجونين بسجن كبير يدعى غزّة، وتوقيف تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي الذي يقدّم لها بأبخس الأثمان، إضافة إلى الاعتذار للشعب العراقي على المشاركة في الاعتداء الثلاثي عليه لأنّ مصر تريد الزعامة والقوّة لوحدها بالمنطقة العربية، كما طالب الأساتذة الجامعيون بالكفّ عن توفير جوّ المتعة للجنود الأمريكان بالخليج والعراق والكفّ عن الشحذ من أمريكا باسم الشعب المصري والتوقّف عن إجراء المناورات العسكرية مع اسرائيل وأمريكا، مع العلم أنّ الجزائر كانت ولا تزال ترفض أيّ تواجد للقواعد العسكرية على أرض المليون ونصف المليون شهيد، وختم البيان بأنّه إذا كان الرئيس حسني مبارك له الجرأة في تحقيق هذه الرغبات فلا تردّد للجزائر شعبا وحكومة في الاعتذار للمصريين. يجدر بالذكر كذلك أنّ الحملة الشعواء التي تشنّها القنوات الفضائيات بوقاحة ضدّ الجزائر شغلت الرأي العام كثيرا، وطالب العديد من المواطنين بالردّ على هذه الإساءات التي لا تعدو أن تكون »بلطجة وصياعة« إعلامية على حدّ تعبير الكثيرين.