أكد الدكتور عبد العالي رزاقي المختص في علوم الإعلام والاتصال أن النظام المصري حاول خلق أزمة مع الجزائر لتحويل أنظار الرأي العام الداخلي عن الأزمات التي تعرفها مصر، الأمر الذي دفع بالسلطات العليا في مصر إلى تجنيد كل الطاقات الإعلامية ضد الجزائر لتحويل غضب الجماهير الناجم عن انهزام الفريق المصري من داخل مصر إلى خارجها. قال الإعلامي عبد العالي رزاقي خلال مشاركته في ندوة »ضيف التحرير« حول التناول الإعلامي المصري لمباراة الجزائر مصر«إن النظام المصري سعى إلى تحويل الهزيمة الرياضية إلى مباراة سياسية مع الجزائر وحاول إثارة واستفزاز السلطات العليا في البلاد للزج بها في حرب سياسية وإعلامية. واستنادا لما أكده الدكتور عبد العالي رزاقي، فإن الشعب المصري ليس له أي علاقة بما حدث لأن المشكلة في الأصل تتعلق بالنظام السياسي المصري الذي دفع بأكثر من 200 شخصية إلى الفتنة، حيث راهن على النخبة لإطلاق وتغذية حملته المسعورة وهذا أمر خطير خاصة عندما نسمع أحد الكتاب المصريين وهو يقول »انتصر التعصب وانهزم الاعتدال« وكاتب عمود أخر يقول »مصر رقم واحد والباقي أصفار«. واستطرد رزاقي موضحا أن ما حدث هو رهان على نخبة تعبر عن الشعب المصري من أجل أن تبقى مصر قائمة وواقفة، فالفنانون المصريون لهم تأثير كبير على الشعب المصري، وخير دليل على ذلك هو لجوئهم إلى عادل إمام من أجل شتم الجزائر والجزائريين وبمجرد انه رفض ذلك تحركت الآلة الإعلامية المصرية ضده لتجعل كل من يرفض الانسياق في خطاب السب والشتم خائنا. وأمام هذه المعطيات يرى الدكتور رزاقي أن هدف النظام المصري قبل انهزام الفريق كان مرتكزا على أساس الاستثمار في الفوز لاسترجاع شعبيته المفقودة في ظل تنامي مظاهر الفقر وغيرها من المشاكل الاجتماعية، أما بعد الانهزام فقد سعى إلى أن يحول سخط الشارع المصري الذي كان من المفترض أن يصب جام غضبه على السلطات العليا في البلاد إلى عدوان حقيقي على الجزائر والجزائريين من خلال فتح القنوات الخاصة والعمومية للسب والشتم والتشكيك في رموز الثورة الجزائرية وغيرها من الممارسات. ويؤكد الإعلامي عبد العالي رزاقي أن مصر تجد نفسها في وضعية جد صعبة بالنظر إلى التطورات الأخيرة، حيث أن الاتحادية الدولية لكرة القدم أجبرتها على تقديم ضمانات مكتوبة وهذا ما يعد إهانة لهذا البلد، علما أن مصر أصبحت مشهورة بالتزوير في كل الوثائق والتقارير. وحسب ما ردده الدكتور رزاقي، فإن حساب الربح والخسارة بين الشعبين الجزائري والمصري قد يرجح إلى الصالح الجزائري من حيث النتيجة التقنية للمباراة، أما إذا انطلقنا من مفهوم أوسع للواقعة التي ترتبط في الأساس بعلاقات تاريخية بين البلدين وشعبين يجمعهما تاريخ ومصير مشترك، فإن كلا الطرفين قد انهزم، لأن التيار الفرعوني المتطرف انتصر في مصر ممثلا في شخص علاء مبارك، كما يعمل التيار الفرنكوفيلي في الجزائر على حصد الغنائم حساب العروبة والانتماء الحضاري.