لا تزال الحرب الإعلامية التي شنتها وسائل الإعلام المصرية ضد الجزائر متواصلة وذلك منذ فوز المنتخب الوطني على نظيره المصري في المباراة الفاصلة بالسودان والتي مكنت الجزائر من التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، أمام هذه المعطيات لجأ النظام السياسي في مصر الذي راهن في بداية الأمر على فوز فريقه الوطني إلى تجنيد كل الطاقات المصرية، من إعلاميين ونخب رياضية، فنية، مثقفين، أدباء وكتاب لتضليل الرأي العام الداخلي في محاولة منه لاستيعاب غضب الشارع المصري الذي فقد صوابه بعد انهزام فر يقه أمام الجزائر. لقد فضل النظام المصري الدخول في أزمة سياسية ودبلوماسية مع الجزائر لتحويل أنظار وسخط الرأي العام الداخلي، مستعملا لذلك شتى الوسائل والسبل، ضاربا عرض ا لحائط القواسم المشتركة التي تجمع الشعبين. »صوت الأحرار« فتحت نقاشا حول تداعيات الأزمة التي نتجت عن مباراة الجزائر- مصر وسخرت فضاء للمختصين في الإعلام للحديث عن هذه الأزمة التي استهدفت الجزائر دولة وشعبا والكشف عن خفاياها وتداعياتها. الإعلام المصري سوق الأكاذيب لشحن الرأي العام ضد الجزائر تطرق الأستاذ نذير بولقرون في إدارته للندوة التي نظمتها »صوت الأحرار« أمس بحضور إعلاميين وأساتذة في علوم الإعلام والاتصال، إلى الحديث عن إدارة الإعلام المصري قبل وأثناء وبعد المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري ونظيره المصري، مؤكدا أن الإعلام المصري وضع استراتيجية إعلامية تهدف إلى تعبئة وشحن المصريين ضد الجزائر قبل المباراة التي جمعت منتخبي البلدين في 14 و18 نوفمبر الجاري بالقاهرة والسودان، مشيرا إلى أن الاحتفالات أقيمت قبل إجراء المباراة والتحضير للانتصار على الجزائر لأهداف سياسية. وأوضح الإعلامي أن شحن الشعب المصري من خلال الفضائيات المصرية كانت أولى نتائجه الاعتداء على المنتخب الوطني الجزائري في حادثة الاعتداء على حافلة اللاعبين الهدف من وراء هذا الفعل الشنيع خلق ارتباكا في صفوف اللاعبين ومن ثمة التغلب عليهم في الميدان، كما أشار ذات المتحدث أن الإعلام المصري لجأ إلى محاولة تكذيب حادثة الاعتداء على الحافلة وتنصل السلطات المصرية من هذه العملية. وأكد نذير بولقرون أنه بصرف النظر عن اللقاء الكروي والمآلات التي تحول إليها التنافس، فإن صوت الأحرار ارتأت أن تسجل الأداء الإعلامي خلال هذه المباراة وكيف تعامل الإعلام المصري مع الحدث، مشيرا إلى إلى أن الندوة لا تبغي سوى التقييم الأولي وإلقاء نظرة سريعة على ما حدث، ليس كرويا وإنما إعلاميا، وكيف أن المشاحنات أو الحماس الكروي قد خرج عن إطاره الموضوعي، ليمس بقيم وثوابت وتاريخ ورموز كنا نحسب أنه لن يجرؤ أحد على النيل منها. وبعد أن تساءل نذير بولقرون عن الغاية والأهداف من وراء إشعال الإعلام المصري الفتنة والإساءة إلى الشعب الجزائري ، وصل إلى السؤال الأهم: وماذا بعد.