إلياس. ل / أحمد. ج /أيمن السامرائي / فيصل حملاوي /حسناء شعير الجزائر كسرت عقدة ''الأبوة المصرية'' على العرب الأزمة الحالية لها مابعدها ذكر ضيف منتدى ''البلاد''، الدكتور فوزي أوصديق، أن إنعكاسات الأزمة الراهنة بين الجزائر ومصر لن ينحصر تأثيرها على العلاقات الثنائية بين الدولتين والشعبين، بل إنها ستمتد لتشمل بيت العمل العربي المشترك الذي طالما حاولت القاهرة أن تفرض وصايتها من خلاله على جميع الهيئات والمؤسسات الجامعة للشتات العربي في مجالات الاقتصاد والسياسة والرياضة والثقافة والإعلام. أشار الدكتور فوزي أوصديق بهذا الصدد إلى أن أولى تداعيات هذه الأزمة غطت بضلالها على إجتماع هيئة المحامين العرب الأخير في دمشق الذي شهد تشنجا كبيرا بين أعضائه على خلفية إقدام محامين مصريين على حرق العلم الجزائري في القاهرة، وهي ذات الأجواء التي شهدها اجتماع اتحاد الأطباء العرب، حين طالب الوفد الجزائري ومن خلفه عدد آخر من الوفود العربية بطلب تدوير استضافة مقر الاتحاد بين جميع الدول العربية المنخرطة فيه. وبرغم إقرار المتحدث بالأثر السلبي للأزمة على العمل العربي المشترك، فإنه اعتبر أن هذا الأمر لا يخلو من إيجابيات كثيرة، ذكر منها كسر ما وصفه ب''عقدة الأبوة'' التي تمارسها مصر عادة مع كافة الدول العربية، إضافة إلى كون هذه الأزمة ستفتح النقاش مرة أخرى وبشكل أكثر تحررا للحديث عن آليات تسيير الجامعة العربية وعدد آخر من الهيئات المشتركة للتخلص من حالة الهيمنة والسيطرة المصرية على كل هذه الهياكل، وهو ما قال عنه ضيف ''البلاد'' إن الجزائر كانت من الدول السباقة إلى طرح هذا الموضوع في مناسبات مختلفة ما آثار سخطا لدى المسؤوليين المصريين. وعن تقييمه للتعاطي العربي مع الأزمة ''الكروية'' بين الدولتين، تحدث الخبير القانوني الجزائري بأنها في معظمها كانت ''مساندة للفريق الوطني'' ومتعاطفة مع الجزائر خصوصا بعد الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها من قبل الفضائيات والمسؤولين المصريين. وقال أوصديق في هذا الصدد... ''من خلال تجوالي في عدد من العواصم العربية سجلت تأسفا لدى نخبها ومواطنيها بل وحتى رسمييها من الهجوم غير المبرر على الجزائر شعبا ودولة وتاريخا''، فيما شدد محدثنا على أن السبب الآخر الكامن وراء حملة التعاطف مع الجزائر هو أن غالبية الشعوب العربية استشعرت بشكل من الأشكال عقدة ''التعالي'' المصرية التي تريد فرض منطق ''الدولة القائدة'' و''المتفوقة'' وهو مايراه هؤلاء خطابا ''شوفينيا'' أكل عليه الدهر وشرب في ظل المفاهيم السياسية الجديدة التي صارت تطبع العلاقة بين الدول القطرية والكيانات الوحدوية الإقليمية. ضيف ''البلاد'' زار الخرطوم بعد موقعة ''أم درمان'' السودانيون اعتبروا انتصار ''الخضر'' ''ثأرا'' لهم من المصريين قال الدكتور فوزي أوصديق إن الأزمة الحالية بين الجزائر ومصر التي كان لعدة أطراف دور في تغذيتها وتوسيع نطاقها، بدأت في القاهرة وانتهت في الخرطوم التي حسم فيها المنتخب الوطني ورقة التأهل إلى ''مونديال'' جنوب إفريقيا. وأكد ضيف ''البلاد''، بأن اللقاء الكروي بين الفريقين أخذ عدة أبعاد سياسية وثقافية، ما كان لها أن تحدث لولا عمليات التسخين التي شنت من طرف الإعلام في القاهرة، غير أن المصريين هذه المرة نجحوا في الإخراج وفشلوا في التمثيل، على حد تعبيره قبل أن يضيف في السياق ذاته بأن ''السحر انقلب على الساحر والمقابلة كشفت عن حقائق نوايا أضرت بمصر أكثر من إضرارها بالجزائر التي استحقت الفوز وكانت الأجدر بالتأهل إلى كأس العالم''. من جهة أخرى، أكد فوزي أوصديق بأن سعادة السودانيين كانت لا توصف بفوز المنتخب الوطني على نظيره المصري عكس ما روجت له وسائل الإعلام المصرية، حيث أن الشارع السوداني يقول المتحدث، كان في قمة السعادة والرضا بفوز الفريق الجزائري الذي اعتبره الشارع السوداني بمثابة ''ثأر'' لهم من المصريين الذين شجعوا الفريق التشادي في المقابلة التي جمعته بالفريق السوداني بملعب القاهرة في إطار تصفيات كأس إفريقيا، ومع ذلك يقول أوصديق، فإن العلاقات المصرية الجزائرية لا يمكن رهنها بلقاء كروي الخاسر الأكبر فيه هو الأمة الإسلامية والوحدة العربية وعلاقة الشعبين الضاربة جذورها في عمق التاريخ، كما جاء على لسانه، ليعود ويتأسف على كل الشتائم والتجاوزات التي استهدفت رموز ومقدسات الدولة الجزائرية بسب ''كرة مملوءة بالهواء نجحت في تسييس الموقف بين البلدين الشقيقين حتى أصبحت العلاقات بينهما جد متوترة والسنين وحدها كفيلة بتضميد جراحها''. حسناء شعير بعد إهانة ثوابت الأمة في مصر لا مانع قانوني من تحريك دعاوى قضائية ضد المسيئين للجزائر عاد الدكتور فوزي أوصديق، في منتدى ''البلاد''، إلى تداعيات الأزمة الأخيرة بين الجزائر ومصر، على خلفية المقابلة النهائية لتصفيات مونديال جونب إفريقيا، والتي سطرت مسارا جديدا في العلاقات بين البلدين خاصة بعد إهانة الرموز والثوابت الوطنية الجزائرية من طرف بعض المصريين مسؤولين وإعلاميين. ودعا في هذا السياق إلى عدم السكوت عن هذه التجاوزات بتحريك دعاوى قضائية، ضد كل المتسببين فيها. وأوضح رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي، أنه يتوجب على الأشخاص والمؤسسات وجمعيات المجتمع المدني في الجزائر، تغليب العقل على العاطفة في تعاملهم مع ملف الأزمة التي خلقتها مباراة كرة قدم بين الجزائر ومصر، والعمل على تحريك دعاوى قضائية ضد المصريين المسؤولين على إهانة الثوابت الوطنية، التي حماها المشرع في دستور الجزائر، إلى درجة تقديسها، بعد استنفاذ كل الطرق الداخلية، بعدها تأتي مرحلة التحرك خارجيا. وحمّل أوصديق، كل المسؤولية للأطراف المشاركة في إهانة الثوابت الوطنية، وحتى الساكتين عن هذه الجريمة، في إشارة إلى الموقف المصري الرسمي للمسؤولين المصرين، الذين بقوا على التماس من دون تدخل لوقف المذبحة في حق ثوابت الجزائر، التي حددها مليون ونصف مليون شهيد بدمائهم. وأوضح ضيف المنتدى، التحرك الآن بعد هدوء الأزمة من طرف المصريين يعتبر عبثا، خاصة وأنه كان الأجدر لهم أن يتحركوا تزامنا مع تصاعد لهيب النيران. وقال الدكتور أوصديق المختص في القانون الدستوري، إنه من المؤكد أن العلاقات الجزائرية - المصرية مستقبلا، ستحتاج إلى الكثير من الجهود لإصلاح الأضرار العميقة، فعلاقات البلدين لن تكون كالسابق، وهو الأمر الذي سيكون له انعكاسات سلبية على العلاقات العربية، وسيكون العالم الإسلامي والعربي الخاسر الأكبر في ذلك. فيصل حملاوي لأن السياسة حوّلت الأئمة إلى ''مهرجين'' الخطاب الديني شهد ''سقوطا حرا'' في أزمة الجزائر- مصر أكد الدكتور فوزي أوصديق، رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي، لدى نزوله أمس ضيفا على ''منتدى البلاد''، أن الخطاب الديني لم يكن حاضرا أثناء اشتعال نار الفتنة بين مصر والجزائر بعد المباراتين اللتين خاضهما المنتخب الوطني ضد نظيره المصري في القاهرة والسودان. كما أن هذا الخطاب -يقول المتحدث- لم يقم بدوره من أجل إخماد الفتنة أو على الأقل التخفيف من حدة التوتر، بل شهد تراجعا وسقوطا حرا أثناء الأزمة التي أخذت عدة أبعاد بين البلدين وفتحت المجال لأدعياء الفتوى، كما وصفهم، لإخراج فتاوى لا تمت بصلة للإسلام بقدر ما تتلاعب بتعاليم الدين الحنيف الذي يتبرأ من أمثال هؤلاء الذين ذهبوا إلى حد تكفير كل الجزائريين بسبب ''جلدة منفوخة''، على حد قوله قبل أن يضيف بأن الخطاب الديني لا يمكن له القيام بدوره على أكمل وجه ما دامت السياسة تتحكم دائما في زمام الأمور وتهيمن على باقي المجالات؛ مما يحد صلاحيات المشايخ والأئمة في تنوير الشعوب وإصلاحها، حيث أن هؤلاء الأئمة تحولوا إلى مهرجين لا حول لهم ولا قوة، كما جاء على لسانه. حسناء شعير الصحافة الجزائرية أثبتت نضجها واحترافيتها لم يخف الدكتور فوزي أوصديق إعجابه بأداء الصحافة الجزائرية وطريقة تعاطيها مع الحملة التي شنتها الفضائيات المصرية ضد الجزائريين، حيث قال في هذا الجانب إن الإعلام الجزائري لم يكن في موضع الهجوم، بل في موضع الدفاع عن الجزائريين بعد الحملة الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام المصرية المختلفة، ليضيف بأن هذه الأخيرة كانت السباقة إلى ''التسخين'' وشحن الجماهير من خلال الحملات المغرضة التي وصفت الجزائريين بأبشع الأوصاف، على حد تعبيره. من ناحية أخرى، اعتبر أوصديق أن الصحافة الجزائرية نجحت في التعامل مع الأزمة الأخيرة كونها استندت في عملها على ''حقائق وشهادات لا يستطيع أحد الطعن فيها في الوقت الذي اعتمد فيه الإعلام المصري بمختلف قنواته، على افتراءات لم تقنع أحدا إلى جانب نشره للأخبار الكاذبة والتصريحات المضللة التي اكتشف العالم حقيقتها الزائفة''. وتحدث ضيف ''البلاد'' في السياق ذاته عن احترافية الصحافة الجزائرية في التعاطي مع الأزمة، وهي-حسبه- الاحترافية التي لم تصل إليها الصحافة المصرية رغم أقدميتها ''وفي الوقت الذي يتهم فيه المصريون الصحافة الجزائرية بكونها قاصرة، نلاحظ بأن إعلامنا تفوق على الصحف المصرية التي لم تكن تنشر سوى الأكاذيب''. أيمن السامرائي مبارك تحالف مع ساركوزي للتآمر على السودان لم يستبعد ضيف المنتدى، أن يكون قرار مصر بنقل قمة فرنسا إفريقيا إلى باريس بعدما كان مقررا عقدها في شرم الشيخ، راجع إلى محاولة نظام مبارك معاقبة الرئيس السوداني عمر حسن البشير بعدم المشاركة فيها على خلفية تعاطي بلاده مع الأزمة الناشبة عقب مباراة أم درمان، في حين كشف المتحدث أن تحالفا تم بين النظام المصري والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يقضي بنقل القمة المذكورة إلى العاصمة باريس بغية منع الرئيس البشير من المشاركة فيها، باعتبار أن إدارة ساركوزي كانت من بين الداعمين لقرار المدعي العام الدولي بمحكمة لاهاي لويس أوكامبو الذي أصدر مذكرة توقيف في حق البشير بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. وأدرج الدكتور فوزي أوصديق، هذه الخطوة في خانة ''ضرب السودان ورموزه'' التي ما فتئت القاهرة تنتهجها في حق هذا البلد الجار بضغوط وإملاءات من دول غربية. أحمد. ج أوصديق يدعو إلى الاستفادة من تجارب أمم أخرى بعد الرحمة، الوئام والمصالحة .. لم يبق إلا العفو الشامل قال الدكتور فوزي أوصديق، إنه مايزال متمسكا بالدعوة إلى العفو الشامل لتسوية جميع ''مخلفات الأزمة'' التي عرفتها الجزائر منذ قرابة العقدين. وأكد أن ''المنطق'' يقتضي ''إتمام'' مسار الحل السياسي الذي بدأ منتصف التسعينيات بقانون الرحمة وتعزز بمسعى الوئام المدني وعرف أوجه مع ميثاق السلم والمصالحة، ولم يتبق إلا تعزيز جميع تلك الخطوات بالذهاب إلى عفو شامل يطوي صفحة الأزمة طيا نهائيا، لكن ''دون تمزيقها''. واعتبر ضيف ''البلاد'' أن الخطوات السابقة يمكن وصفها بكونها ''جرعات بيداغوجية'' تهدف إلى تهيئة الأجواء و''النفسيات'' لتقبل الحل الشامل المتمثل في العفو ولمّ الشمل وتجميع أبناء الوطن الواحد، وقال إنه لو كانت بعض الجهات ترى في العفو ''شرا''، فإن هذا الشر ''لا بد منه''. وفي رد على سؤال بشأن ''الجدوى'' من الذهاب إلى العفو الشامل بينما لم يتم تطبيق جميع بنود ميثاق السلم والمصالحة، رد الدكتور أوصديق بالقول إن هذا الوضع يشكل- في الواقع- مبررا إضافيا لاعتماد خطوة العفو الشامل باعتبارها تكفل تسوية ''جميع الملفات العالقة''، على غرار المفقودين ومعتقلي الصحراء وغيرهما من القضايا الاجتماعية والإنسانية. وذكر أوصديق أن العفو الشامل لن يكون بدعة جزائرية، بل إن بعض الدول لجأت إليه لإنهاء أزماتها وحل مشكلاتها، على غرار ما حدث في جنوب إفريقيا مثلا، والتي تشهد اليوم تعايشا في هدوء بين البيض والسود رغم مجازر سنوات الميز العنصري. إلياس. ل كل دساتير الجزائر ''برلماسية'' يعتقد الدكتور فوزي أوصديق، أن مختلف الدساتير التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال ''لا تحمل هوية سياسية بائنة''، ف''لا هو رئاسي ولا هو برلماني''، بل يمكن وصفه بالنظام ''البرلماسي''.. وأكد الدكتور في القانون الدستوري أن الممارسة اليومية على مستوى مؤسسات الحكم والأجهزة الأخرى أظهرت عيوب هذا ''النظام الكوكتيل''، مما يوجب الإسراع بتحديد طبيعة نظام الحكم: هل هو برلماني أم رئاسي خالص، ومن ثم تحديد الصلاحيات والمسؤوليات والسلطات على ضوء طبيعة النظام المختار. إلياس.ل ضيف ''البلاد'' تحدث عن الأطماع الفرنسية والأمريكية في المنطقة الإعلام العالمي ضخّم أزمة دارفور وأعطاها أبعادا ''مغلوطة'' صنف ضيف منتدى ''البلاد''، الدكتور فوزي أوصديق، أزمة دارفور في إطار الصراعات الجيو إستراتيجية، نظرا للموقع الجغرافي للسودان الذي يتقاسم حدوده الدولية مع 9 دول. أكد المتحدث، إلى أن المخابر الدولية ساهمت في تفعيل سياسة تفتيت السودان، طمعا في الثروات الباطنية التي يتوفر عليها الإقليم، خاصة مع اكتشاف البترول في منطقة دارفور، وعلى اعتبار أن الإقليم يحوز على حوالي 80 بالمائة من الثروات في دولة السودان. وقال أوصديق، إن التحالف الإستراتيجي السوداني مع جمهورية الصين، جعل كلا من فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، تسعى للحصول على الريع من جنوب السودان، الغني بمختلف الثروات وبخاصة الباطنية منها. ونفى المتحدث، الذي عاد من زيارة ميدانية قادته إلى السودان، وحل بالمناسبة ضيفا على إقليم دارفور، وجود أية جرائم أو إبادة أو حرب ضد الإنسانية في الإقليم، بالمستوى المتعارف عليه دوليا، بعدما أشار إلى التكالب الدولي والتضخيم الإعلامي لقضية ما أصبح يعرف بقضية دارفور، لا لشيء سوى من أجل الحصول على نصيب معين من الثروات. وأوضح ضيف ''البلاد''، أن إقليم دارفور كان وإلى وقت قريب مملكة إسلامية، فيما تحوي حوالي 50 بالمائة من حفظة القرآن الكريم من المجموع الكلي لسكان السودان، وقال إن سوء التسيير والتصرف، للصراع الحاصل بين المزارعين والرعاة حول بعض الأراضي، ساهم في انفلات الأزمة، لتأخذ أبعادا أخرى لتصل إلى الشكل الحالي. وأثنى فوزي أوصديق على نظام الرئيس السوداني عمر البشير، الذي استطاع أن يسيّر الأزمة المتعلقة بإقليم دارفور بكل جدية وذكاء. فيصل حملاوي الخبير في القانون الدولي يؤكد: عمر البشير يدير أزمة دارفور بدهاء وحنكة يرى الدكتور فوزي أوصديق، أن الرئيس السوداني عمر البشير يتعامل مع الأزمة ''المفتعلة'' بجنوب دارفور بحنكة ودهاء سياسيين كبيرين. ضيف المنتدى الذي تربطه علاقة فمميزةف مع المسؤولين في السودان، أكد أن النظام السوداني بقيادة البشير تمكن من إدارة أزمة دارفور بنوع من العقلانية والحكمة والمنطق في كثير من الأحيان وهذا-يسترسل- رغم كل الضغوطات والأساليب غير المشروعة التي يمارسها الغرب على بلد عربي ومسلم لإجباره على تسوية مفروضة وتخريجة على المقاس لما بات يعرف بأزمة دارفور. الخبير في القانون الدولي كشف في سياق تعاطيه مع أزمة دارفور أن نظام عمر البشير أصبح يحظى بتأييد شعبي كبير منذ افتعال أزمة دارفور جنوب السودان خاصة بعد ما يراه الشعب السوداني من ظلم وإجحاف في حق رئيسه الذي صدرت في حقه مؤخرا مذكرة توقيف من المحكمة الدولية والتي تحركت بإعاز من الدول الغربية خاصة أمريكا وفرنسا وبتواطؤ مفضوح من بعض الأنظمة العربية التي التزمت سياسية السكوت المشبوه أو التآمر العلني كما هو الحال مع النظام المصري الذي ساير فرنسا في نقل قمة فرنسا- إفريقا التي كان مزمع عقدها في مصر، إلا أن تخوف النظام في مصر من حضور الرئيس السوداني القمة والذي قد يؤدي لإحراج القيادة السياسية في القاهرة أجبر مصر على التنازل لاستضافة هذه القمة لفرنسا التي لا يتوانى رئيسها ساركوزي في تذكير و''إسداء النصح'' لزعيم السوداني بالخضوع للقرار المحكمة الدولية وتسليم نفسه. في هذا الإطار نوّه ضيف ''البلاد'' بالموقف المشرف للدولة الجزائرية التي وقفت إلى جانب السودان في قضية دارفور والتي عبرت عنه الخارجية الجزائرية في رد واضح وصريح تجاه مذكرة التوقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير وهذا ليس بالغريب على الجزائر التي وقفت دائما لنصرة القضايا العربية والإسلامية يؤكد محدثنا. مصطفى دباش اعتبر التهدئة أولى من التصعيد أوصديق: الجزائر كسرت شوكة المصريين ب''الصمت'' ا عتبر الدكتور فوزي أوصديق في سياق حديثه عن الأزمة السياسية والدبلوماسية التي تفجرت بين الجزائر ومصر بعد مباراتي القاهرة والسودان، أن صمت السلطات الجزائرية عن حملة الإساءة والشتم التي شنتها فضائيات وأطراف مصرية، هو أكبر دليل على أن الجزائر الرسمية ردت بقوة، وقال في هذا الصدد ''أحيانا يكون الصمت أقوى وأبلغ من أي رد كلامي أو تحرك دبلوماسي''• ومن في ذات السياق، لم يخف ضيف ''البلاد'' قناعته بأن الأزمة الأخيرة كشفت بعض العورات والنوايا لدى الجانب المصري ''التي كانت موجودة أصلا قبل اندلاع الأزمة ولكن بشكل غير معلن'' والدليل على ذلك، حسب المتحدث، حدوث تجاوزات خطيرة وصلت إلى حد النيل من كرامة الجزائريين وشتم شهداء الثورة التحريرية ،''وهو ما يحيل إلى الجزم بأن هناك أجندة سياسية في الموضوع الذي لا يمكن أن تكون أسبابه وخلفياته الحقيقية مجرد مباراة كروية'' ليضيف قائلا: ''أتصور بأن الأزمة الأخيرة التي فجرها الجانب المصري وكان السباق إليها، حملت في طياتها مصالح سياسية وحزبية ضيقة لأطراف مصرية، وتلك الأطراف كانت المستفيد الوحيد من الأزمة وتداعياتها''. أيمن السامرائي أكد بأن توابعها ستظهر بعد أربع سنوات تتويج أوباما بنوبل للسلام ''مصيدة''! أصر الدكتور فوزي أوصديق على الحديث عن تتويج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة فنوبلف للسلام التي منحتها له الأكاديمية السويدية مؤخرا بناء على ''نواياه الحسنة'' التي أظهرها من خلال فتح صفحة جديدة مع إيران والدعوة إلى حضر الأسلحة النووية ووعوده بغلق معتقل غوانتنامو. حيث قال الخبير في القانون الدستوري الدولي في هذا الصدد إن فهناك لبسا في الموضوع يدعو إلى التساؤل عن مدى أحقية الرئيس الأمريكي بهذه الجائزة''، وهو السؤال الذي توقع له أوصديق إجابة بعد أربع سنوات واصفا هذا الفوز ب''المصيدة'' ليستحضر في هذا السياق المثل الفرنسي الشهير القائل ''إن الجنة ليست محفوفة بالنوايا بل بالأفعال''، في إشارة منه إلى أن أوباما ''رجل نوايا'' لا ''أفعال'' وهو الفرق- يقول ضيف فمنتدى البلاد''- الذي ستظهر توابعه في المستقبل غير البعيد• وطرح أوصديق في خضم حديثه عن الفرق بين النية والفعل ما حدث قبل وبعد تسلم باراك لجائزة نوبل للسلام، مشيرا إلى قرار إرسال قوات إضافية إلى العراق وأفغانستان الذي أمضاه الرئيس الأمريكي قبل يومين من تسلم الجائزة، إضافة إلى نجاحه في تمرير قرار عبر الكونغرس يقضي بتخصيص أضخم ميزانية عسكرية في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية. حسناء شعير أوصديق يعترف: لأول مرة يتحرك العرب باحترافية لإدانة جرائم إسرائيل اعترف الدكتور فوزي أوصديق، العميد الأسبق لكلية الحقوق بجامعة البليدة، بأنه لأول مرة نشهد تحرك الحقوقيين ورجال القانون العرب بشيء من العلمية والاحترافية في ما يخص إدانة إسرائيل في جرائمها الحربية ضد الشعب الفلسطيني . ضيف المنتدى -الذي تحدث في الموضوع بمناسبة الذكرى الأولى لمجازر الآلة الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة السنة الماضية- عبر عن سروره بالتطور المهم والاحترافي في تعامل رجال القانون العرب والمسلمين مع الهيئات والمحاكم الدولية. فوزي أوصديق قال إن المنظمات الغربية لا تؤمن إلا بالأدلة الملموسة ولا تؤمن بالشعارات العاطفية ولا بالإدانة الشفوية لما تقوم به اسرائيل، بل بالعكس يجب علينا نحن كرجال قانون ومحامين أن نعمل جاهدين لتقديم الأدلة المادية والموثقة التي تدين اسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية. في نفس الموضوع، استشهد الدكتور أوصديق بما قامت به إحدى منظمات المجتمع المدني ببريطانيا مؤخرا لما قدمت عريضة إدانة ضد وزيرة الخارجية السابقة ''ليفني'' والتي تعتبر من منفذي مجزرة غزة السنة الماضية، هذه الاخيرة منعت من دخول الأراضي البريطانية مؤخرا بعد أن صدرت في حقها مذكرة توقيف والتي أثارت أزمة دبلوماسية بين لندن وتل ابيب. ضيف ''البلاد''، طالب العرب بأن يحذو حذو بريطانيا وأن يأخذوا العبرة مما جرى لليفني، وهذا بالعمل على جمع أكبر عدد ممكن من الأدلة المادية والتعامل بعلمية واحترافية بعيدا عن العاطفة، لتقديم عرائض إدانة ضد كل المسؤوليين في إسرائيل وتقديمهم للعالم أجمع كمجرمي حرب وإبادة ضد الانسانية، مثلما قام به الجيش الصهيوني من قتل ضد شعب أعزل في غزة السنة الماضية، وهذا أمام مرأى ومسمع العالم كله، دون أن يمنعه أحد من ارتكاب جريمته. مصطفى دباش