تبنى أمس التنظيم الذي يسمي نفسه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اختطاف الأوروبيين الأربعة في عمليتين منفصلتين في كل من مالي وموريتانيا، وأكد التنظيم في تسجيل صوتي أنه سيوجه لاحقا رسالتين إلى كل من باريس ومدريد لإبلاغهما بالشروط التي حددتها قيادة التنظيم مقابل الإفراج عن الرهائن، ومن المرجح أن يطالب التنظيم بفدية مالية وكذا الإفراج عن عدد من المسلحين والناشطين في خلايا كانت تعمل لصالحه والموجودين في السجون الفرنسية والاسبانية. جاء في التسجيل الصوتي الذي بثته أمس قناة الجزيرة والمنسوب لأحد قادة التنظيم الإرهابي وهو صلاح أبو محمد المسؤول الإعلامي، أن ما يصطلح على تسميته تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي يتزعمه المدعو عبد المالك درودكال، اختطف الأوروبيين الأربعة في عمليتين منفصلتين، إحداهما على الطريق الرابط بين نواديبو والعاصمة الموريتانية نواكشوط، اختطف خلالها ثلاثة مواطنين إسبان وعملية في مالي اختطف فيها مواطن فرنسي. ووفقا لما ورد في التسجيل فقد اختطف الفرنسي بيير كامات والبالغ من العمر 61 عاما في مالي في 25 نوفمبر الفارط، وكان الفرنسي كامات استقر في ميناكا منذ 2008 حيث يرأس منظمة محلية ويدير فندقا، كما كان يعد أبحاثا على الخصائص المضادة للملاريا في بعض النباتات المحلية في هذه المنطقة، أما الإسبان الثلاثة وهم روك باسكا، 59 سنة، وآليزا 39 سنة، والبرتو 38 سنة، وهم ينتمون لمنظمة برشلونة آكثيو سوليداريا التي تتخذ من كاتالونيا مقرا لها، وكانوا مشاركين في قافلة إغاثة للمنظمة الإنسانية تمر بعدة بلدان إفريقية من بينها موريتانيا من أجل في توزيع أجهزة كمبيوتر وأدوات أخرى على مناطق فقيرة في موريتانيا، فقد اختطفوا في 29 نوفمبر أي بعد أربعة أيام على العملية الأولى. وأكد المسؤول الإعلامي في التنظيم الآنف الذكر أن القاعدة ستوجه رسالة إلى كل من الحكومتين الإسبانية والفرنسية تتضمن الشروط التي ستحددها قيادة التنظيم للإفراج عن المختطفين خلال الأيام المقبلة، ويرجح مراقبون أن يطالب التنظيم المسلح بفدية مالية ومطالب أخرى تتضمن الإفراج عن عدد من المسلحين والناشطين في خلايا كانت تعمل لصالحه والموجودين في السجون الفرنسية والاسبانية. ويأتي هذا الإعلان بعد أكثر من أسبوع على خطف الرعايا الأسبان وبعد الكثير من الغموض وتضارب الأنباء بشأن مصيرهم، حيث نقلت الإذاعة الأسبانية عن سفارة مدريد في نواكشوط رفضها نفي أو تأكيد صحة المعلومات الواردة في بيان القاعد، كما باشرت طائرات عسكرية إسبانية مهمة البحث عن الرعايا الإسبان المختطفين في موريتانيا منذ أيام، كما نقلت أن تعاونا استخبارتيا إقليميا يضم فرنسا والمغرب ومالي والجزائر والسنغال يساهم في البحث عن المختطفين . واثر الإعلان عن اختطاف الرعية الفرنسية، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الفرنسيين المقيمين في شمال مالي وشرقها، إضافة إلى المناطق الحدودية القريبة، إلى مغادرة المنطقة فورا بسبب تصاعد جديد للخطر الإرهابي، وقالت إن الدعوة إلى مغادرة المنطقة والعودة من دون تأخير إلى العاصمة المالية موجهة إلى الفرنسيين الموجودين في مناطق كيدال وغاو وتومبوكتو والذين يقدر عددهم بعشرة أشخاص. وأوضحت أن هذا الطلب يشمل أيضا النيجر وشمال الخط الذي يربط ايورو وتاهوا وغانغارا ونغيمي، وذكرت الخارجية الفرنسية بان منطقة الساحل برمتها هي منطقة خطرة، كما نصحت بعدم التوجه إلى مالي انطلاقا من الجزائر، وبالعكس إلى الجزائر انطلاقا من مالي، كما أكدت أنها لا تنصح بالتنقل في المنطقة شمال الخط الذي يربط واتاغونا (الحدود النيجرية) بنارا (الحدود الموريتانية) مرورا بدوينتزا في وسط مالي..