أعلن أمس التنظيم الذي يسمي نفسه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن تبني اختطاف 4 أوروبيين في عمليتين منفصلتين في كل من مالي وموريتانيا، وأكّد التنظيم في تسجيل صوتي أنه سيوجّه لاحقا رسالة إلى الحكومتين الإسبانية والفرنسية لإبلاغهما بالشروط التي حدّدتها قيادة التنظيم مقابل الإفراج عن الرهائن، ومن المرجّح أن يُطالب التنظيم الإرهابي بفدية مالية نظير الرهائن. جاء في تسجيل صوتي منسوب لأحد قادة التنظيم الإرهابي، وهو «صلاح أبو محمد»، المسؤول الإعلامي، بثته أمس قناة الجزيرة القطرية أن ما يصطلح على تسميته تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي يتزعّمه المدعو «عبد المالك درودكال»، اختطف الأوروبيين الأربعة في عمليتين منفصلتين، إحداهما على الطريق الرابط بين «نواديبو» والعاصمة الموريتانية نواكشوط، اختطف خلالها ثلاثة مواطنين إسبان وعملية في مالي اختطف فيها مواطنا فرنسيا. ووفقا لما ورد في التسجيل فقد اختُطف الفرنسي «بيير كامات» بمالي في 25 نوفمبر الفارط ، أما الإسبان الثلاثة فقد اختطفوا في ال29 نوفمبر، أي بعد أربعة أيام عن العملية الأولى، وهم رجلين وامرأة يعملون في منظمة «آسيو سوليدارا» للإغاثة في برشلونة، وكانوا يشاركون في توزيع أجهزة كمبيوتر وأدوات أخرى على مناطق فقيرة في موريتانيا. وأكد المسؤول الإعلامي في التنظيم الآنف الذكر أن القاعدة ستوجه رسالة إلى كل من الحكومتين الإسبانية والفرنسية، تتضمن شروط التنظيم للإفراج عن المختطفين خلال الأيام المقبلة، ويُرجّح مراقبون أن يُطالب التنظيم المسلّح بفدية مالية ومطالب أخرى تتضمّن الإفراج عن عدد من المسلحين والناشطين في خلايا كانت تعمل لصالحه والموجودين في السجون الفرنسية والإسبانية. وكانت مصادر أمنية موريتانية قد ذكرت مطلع الشهر الجاري أن القوات المسلحة الموريتانية، حدّدت موقع الإسبان المختطفين، بينما أشارت مصادر صحفية إسبانية إلى أن المفاوضات بدأت مع الخاطفين لتحرير الرهائن، بيد أن الحكومة الإسبانية عادت ونفت -استنادا إلى توضيحات رسمية موريتانية، سُلّمت إلى السفير الإسباني في نواكشوط- صحة التقارير الإعلامية التي أشارت إلى تحديد موقع المختطفين الثلاثة. وشكل الحادث سببا قويا في قرار الرئيس الموريتاني «محمد ولد عبد العزيز» إجراء تغييرات في المناصب العليا للأجهزة الأمنية العاملة في المنطقة التي وقعت فيها عملية الاختطاف، حيث كان الرهائن الثلاثة في طريقهم من مدينة «نواذيبو» إلى العاصمة نواكشوط. ويقوم تنظيم القاعدة منذ عام 2003 بعمليات خطف للرهائن الغربيين والسواح الأجانب في منطقة الصحراء والساحل الإفريقي على الحدود بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، وقام التنظيم في مارس 2003 باختطاف 33 سائحا غربيا في الصحراء الجزائرية، نجح الجيش الجزائري في تحرير عدد منهم وتم تحرير العدد الباقي بواسطة فدية مالية. كما نفّذ التنظيم في فيفري 2008 عملية خطف سائحين نمساويين و4 سياح مطلع العام الحالي، كانوا في رحلة سياحية بسيارتين في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر، كما تبنّى التنظيم في شهر جويلية الماضي اختطاف المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة «بان كي مون» إلى النيجر «روبرت فاولر» ومساعده السفير السابق لكندا في الغابون «لويس غاي» داخل الأراضي النيجيرية، إضافة إلى رعية بريطانية.