أكدت وزارة الخارجية الإسبانية مصداقية الشريط الذي نشرته قناة ''الجزيرة'' القطرية، أول أمس، والذي تضمن تبني تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لعملية اختطاف ثلاثة رعايا إسبان في موريتانيا. وقالت أنه'' من المعقول أن يكون تنظيم القاعدة النشط بمنطقة الساحل مسؤولا عن خطف ثلاثة من موظفي الإغاثة الإسبان في موريتانيا وفرنسي في مالي في الشهر الماضي''. وذكرت الوزارة في بيان نشر بجريدة الباييس الإسبانية أمس، ''إن خبراء من وزارة الخارجية الإسبانية بحثوا الأمر وتم التأكد أن إعلان المسؤولية يبدو معقولا''. وجاء إعلان المسؤولية في شريط صوتي أرسل إلى قناة الجزيرة الفضائية ولم يستبعد في وقت سابق وزير الداخلية الإسباني ''الفريدو بيريت روبالكا'' مسؤولية القاعدة عن عملية الاختطاف. وأعلنت القاعدة على لسان مسؤول لجنتها الإعلامية صلاح قاسمي المعروف باسم صلاح أبو محمد، عن إبلاغ فرنسا وإسبانيا في وقت لاحق بمطالبها. ودخلت السلطات الإسبانية في مفاوضات سرية مع التنظيم الإرهابي -حسب ما أفاد به مصدر أمني ''البلاد''- أمس. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن تنسيقا أمنيا بين مالي وموريتانيا للتدخل من أجل التفاوض مع جماعة عبد الحميد أبو زيد المعروف باسم السوفي، أمير كتيبة طارق ابن زياد. وذهبت مصادرنا إلى التأكيد أن جماعة من الطوارق يعملون كوسطاء من أجل إنقاذ حياة الرهائن. ونسبت القاعدة عملية اختطاف الرهينة الفرنسي في شمال شرقي مالي، إلى العناصر الإرهابية المنتشرة في الساحل الإفريقي وخطف ثلاثة إسبانيين قرب نواديبو في العمق الموريتاني ولم يُحدد التنظيم مطالبه التي يُتوقع أن تراوح بين المطالبة بفدية مالية أو إطلاق معتقلين إسلاميين في فرنسا وإسبانيا، أو المطلبين معاً. وجاء تبني العمليتين باسم مسؤول اللجنة الإعلامية في ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' صلاح ابو محمد وذكر هذا الأخير أن فرع التنظيم في الصحراء خطف في 25 نوفمبر الماضي الفرنسي بيار كامات، الذي يعمل في مالي في مجال زراعة النباتات الطبية ويرأس جمعية محلية ويدير فندقاً. وذكر أن مجموعة أخرى تنتمي إلى فرع التنظيم في الصحراء، تمكنت نهاية الشهر الماضي من خطف ثلاثة رعايا إسبانيين في موريتانيا على الطريق الرابط بين نواديبو والعاصمة نواكشوط ويتعلق الأمر بثلاثة عاملين في جمعية برشلونة الخيرية وهم روبي باسكوال وآلخيا غاميز، إضافة إلى مدير شركة تونيل ديل كادي للإنشاءات والبني التحتية ألبرت فيلالتا. وأضاف الناطق أن التنظيم سيوجّه قريباً رسالة مطالب إلى الحكومتين الإسبانية والفرنسية تتضمن شروطه للإفراج عن المختطفين. وكان مراقبون شكّكوا في البداية في الرواية التي قُدمت في شأن طريقة خطف الفرنسي في مالي. علماً أنه يعيش في منطقة ميناكا منذ سنوات بعلم قبائل المنطقة وليس واضحاً كيف ستتصرف باريس ومدريد مع المطلب المحتمل لتقديم فدية مالية وكلا العاصمتين لم يعط موافقته بعد على مساعي الجزائر الدولية لتجريم دفع الفدية لخاطفي الرهائن ووافقت كل من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا حتى الآن على دعم المشروع الجزائري أمام مجلس الأمن. وتشير معلومات غير رسمية أن الاستخبارات الإسبانية حددت موقع تواجد الرهائن، وتبين أن القائد الميداني لتنظيم القاعدة في الصحراء عبد الحميد أبو زيد هو من يحتجزهم ومن المتوقع أن تزيد هذه المعلومة، إذا ما تأكدت، الضغط على العاصمتين الأوروبيتين، على خلفية عدم تردد السوفي في وقت سابق من هذه السنة في قتل رهينة بريطاني بعدما رفضت لندن التجاوب مع مطالب التنظيم.