أجمع المشاركون في الملتقى الدولي الذي نظم بجامعة بومرداس أمس الاثنين، بأن تطبيق نظام »أل أم دي« بالجزائر سمح بفتح أفاق واسعة للبحث العلمي، وأتاح فرصا كثيرة للتبادل العلمي مع مختلف الجامعات الأجنبية. واستنادا إلى ما تقدم به المشاركون في اليوم الثاني من أشغال الملتقى الدولي الأول حول دور نظام » أل. ام. دي« في اللغات والذي جاء بعنوان »حصيلة وآفاق« فإن شروع الجامعات الجزائرية في اعتماد هذا النظام التعليمي خلال السنوات الأخيرة في إطار الإصلاح الشامل لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، مكنها من بداية استدراك التأخر وقطع خطوات هامة في طريق تطوير وعصرنة القطاع. وفي نفس السياق أشار عدد من الباحثين على غرار الباحث غميد بوتخيل من جامعة جيجل، بأن هذا النظام الذي يرتكز على ثلاثة مستويات وهي الليسانس ثم الماستر والدكتوراه، سيفتح المجال واسعا أمام الجامعات الجزائرية لاحقا لتكون في نفس مستوى الجامعات الأوروبية والأمريكية، الأمر الذي سيسهل للطلبة الجزائريين الإندماج سريعا في أنظمة تعليم تلك الدول المتقدمة. ومن جانبه شدد الأستاذ صالح دراجي من المركز الجامعي بالطارف، في محاضرة تحت عنوان » نظام أل أم دي نظرة أخرى لجامعة ذات فعالية أكثر على أن هذا النظام الذي يعرف نجاحا كبيرا في جامعات الدول الأنجلو ساكسونية منها الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا ويهدف هذا النظام أساسا إلى توفير نوعية جيدة من التعليم العالي ومنح شهادات تخرج ذات قيمة واعتراف دولي. ومن بين أهم مميزات هذا النظام كذلك حسب بعض المتدخلين في أشغال الملتقى » مطابقة نظام أل أم دي للمعايير الدولية « التي تعين الطلبة والباحثين على التصدي للتحديات المترتبة عن التحولات العميقة التي يعرفها المحيط المحلي والعالمي، مع إضفاء خصوصية لهذا النظام بالنسبة للجزائر تتمثل في المحافظة على طابع الخدمة العمومية بالجامعات الجزائرية من حيث ضمان تساوي الفرص في التعليم للجميع. كما يتميز هذا النمط من التعليم العالي حسب نفس المصادر بالتنظيم الجيد والعمل البيداغوجي الجماعي وفرق بحث منسجمة التي بدورها تحدد التنوع التعليمي الممنوح للطالب خلال مساره التكويني، إضافة إلى أنه يعتمد على المرافقة النشطة والمتواصلة للطلبة مع تحميل الطالب المسؤولية التامة عن مساره التعليمي. تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الذي يشرف على تنظيمه بالمكتبة المركزية دائرة اللغات الأجنبية بكلية العلوم لجامعة بومرداس وسيتواصل إلى مساء اليوم وسيتم إلقاء عديد المحاضرات متبوعة بمناقشات وسط حضور عدد كبير من الباحثين والخبراء من داخل وخارج الوطن إلى جانب الطلبة و الباحثين الشباب في ميدان اللغات.